
تُطل مدينة أيت ملول على المشهد العام بملامح متناقضة: فمن جهة، هناك سيل من التصريحات الإعلامية لرئيس المجلس الجماعي تسعى لرسم لوحة وردية عن “الإنجاز” و”التحول الحضري” منذ انتخابات 2021؛ ومن جهة أخرى، يصرخ واقع المدينة ومواطنوها بحقيقة مُرّة تتجسد في الإهمال، وتراجع الخدمات، وتفجر ملفات حساسة تتعلق بالتدبير المالي والعقاري.
خطاب التبرير لا يُخفي ارتباك الداخل وخدمات متدهورة
إن الإصرار على تقديم “حصيلة منجزة” لم يعد يُقنع أحدًا، خصوصًا أمام تفكك تحالف الأغلبية وانسحاب بعض مكوناتها، وهو ما وثقناه سابقاً كدليل على ارتباك داخلي أثر مباشرة على وتيرة العمل. هذا الارتباك السياسي ينعكس بوضوح على:
النقل والإنارة والنظافة: يعيش المواطن تدهوراً مستمراً في الخدمات الأساسية. الشكاوى تتزايد حول النقل، ضعف الإنارة في الأزقة، وتراكم الأزبال في النقاط غير المراقبة. أين ذهبت الوعود الانتخابية والميزانيات المرصودة لتحسين هذه المرافق الحيوية؟
صفقات مثيرة للجدل: تظل صفقة اقتناء السيارات النفعية الجديدة بقيمة تقارب 200 مليون سنتيم، والتي أشرنا إليها سابقاً، شاهداً على غياب ترتيب الأولويات، في وقت تحتاج فيه المدينة إلى استثمارات مباشرة في البنية التحتية المهترئة.
تلاعب بالملك العمومي: شبح الرخص الاستثنائية يُهدد التعمير
أخطر الملفات التي تطرح أسئلة حول حماية الملك العمومي والشفافية هو ما كشفت عنه تقارير إعلامية مؤخراً حول تحويل أراضٍ كانت مخصصة للمرافق العامة إلى عمارات سكنية. هذا التحايل تم عبر استغلال رخص استثنائية منتهية الصلاحية، مما يطرح علامات استفهام كبرى حول دور المجلس في:
حماية الوعاء العقاري المخصص للمرافق العمومية.
مدى احترام مقتضيات التعمير والشفافية العقارية.
الفضاءات العمومية: من مشاريع تنموية إلى “نقاط سوداء”
في تحدٍ مباشر لمسؤولية المجلس، المنصوص عليها في المادة 83 من القانون التنظيمي رقم 113.14 المتعلق بالجماعات، تحولت فضاءات كانت ثمرة لمبادرات تنموية (INDH)، في أحياء مثل المزار، تمرسيط ،أدميم وقصبة الطاهر، إلى بؤر للإهمال. فالأعشاب الطفيلية، تراكم النفايات، وانعدام الصيانة، كلها مؤشرات صارخة على غياب التتبع الإداري، وتؤكد أن ساحة أدميم ليس سوى مثال على مشاريع متعثرة أو مهملة بعد تدشينها.
التواصل والتشاركية: الديمقراطية حبيسة الرفوف
رغم إعلان الجماعة عن استراتيجية تواصلية، فإن الواقع يُظهر أن التفاعل مع الساكنة والمجتمع المدني ظل شكلياً. فـالجمعيات تُهمّش، والمقترحات تُدفن في رفوف المكاتب، ما ينسف مبدأ الديمقراطية التشاركية التي نص عليها القانون، ويؤكد أن المواطن لا يبحث عن خطابات تبريرية، بل عن إشراك فعلي في القرار.
دعوة للمساءلة: أيت ملول تستحق أفضل
إن أيت ملول لا تحتاج إلى شعارات جديدة، بل إلى وقفة حقيقية للمساءلة والجرأة في النقد الذاتي. إن الهروب إلى الأمام عبر الخرجات الإعلامية لن يُغير الحقيقة القائلة بأن المدينة اليوم تعيش على وقع مشاكل متراكمة، وتدبير متذبذب، وتدهور في الخدمات.
من هنا، تتجه الأنظار نحو ضرورة إطلاق حوار مجتمعي حقيقي، بعيداً عن صخب التلميع، يهدف إلى إعداد تقرير مواطنة سنوي يرصد المشاكل وتنظيم منتدى محلي بعنوان “أيت ملول: أي نموذج للتنمية؟”، لتأكيد أن أيت ملول تستحق أفضل.
ايت ملول:شباب المزار يحتفلون بعيد ميلاد حفرة أكملت سنة من الصمود وسط شارع حيوي دون إصلاح “فيديو”
عين على الصحافة: مافيا العقار تسطو على مرافق عمومية بايت ملول
ايت ملول:ضريبة غير مبررة على أراضي غير مجهزة.. والملاك يستنجدون بعامل الإقليم
رئيس في الميزان الحلقة 1:الرايس د ايت ملول الزعيم ديال الإصلاحات… فوق طوموبيلات!
أزمة المياه في أكيا عبو بايت ملول: بين إهمال المنتخبين وقرار ترحيل السكان
لماذا يتجنب بعض رؤساء الجماعات باقليم انزكان ايت ملول مواجهة المواطنين؟
صفقة مثيرة للجدل في ايت ملول: شراء سيارات فارهة يُثير مخاوف قانونية وأخلاقية
صفقة مثيرة للجدل في ايت ملول: شراء سيارات فارهة يُثير مخاوف قانونية وأخلاقية
صفقة مثيرة للجدل في ايت ملول: شراء سيارات فارهة يُثير مخاوف قانونية وأخلاقية