وهم المرجعية الأمازيغية..

ما هي المرجعية الأمازيغية.. هل هي اشتراكية أم رأسمالية ليبرالية أم ماذا !!!
هل سبق لأحد أن قرأ شيئا مفصلا حول شكل الدولة في إطار هذه المرجعية التي لم يسبق لأحد أن نظر لها والتي تبقى بدون أي حمولة سياسية بل تعبر فقط عن الإنتماء الهوياتي لا غير كأن تقول أنا أمازيغي ولكنك حين ستتحدث في الإقتصاد والسياسة فإنك تتبنى إحدى النظريات السياسية والإقتصادية المعروفة في العالم والتي على أساسها تصنف الأحزاب في العالم إلى يسار ويمين ووسط إلى آخره..

 

العالم كله إما يتبع الرأسمالية الليبرالية أو الإشتراكية أو الشيوعية أو أشكالها المطور حديثا من طرف علماء السياسة والإقتصاد المعروفين في العالم كله..

ومع ذلك فالجميع حاليا يخضع لإقتصاد السوق ومندمج في الرأسمالية اقتصاديا وتجاريا حتى لو كان سياسيا يتبنى الشيوعية أو الإشتراكية ولا يمكن الحديث عن مرجعية سياسية لحزب وبرنامج سياسي بناء على عرقه أو ثقافته لهذا لا نسمع في العالم حزبا يقول أنه يتبنى المرجعية العربية أو الفرنسية أو الأمريكية أو الكندية أو الكردية جميع مكونات شعوب العالم تتفق في الدفاع عن هويتها وتصنف وتصف نفسها وفق إنتمائها القومية لكن لا تعتبره مرحعيتها السياسية نفسها ففيما يتعلق بممارسة السياسة والوصول للسلطة فهي تتبنى مشاريع سياسية مرجعيتها إما الرأسمالية الليبرالية أو الإشتراكية وهلم جرا من النظريات السياسية والإقتصادية المعروفة في العالم والتي وصل إليها الفكر الإنساني بفعل علماء أنتجوا معارف يقر العالم كله بقيمتها الأكاديمية وليس ترهات لا حمولة لها تسقط عند أول سؤال حول التفاصيل..

وعلى سبيل المثال على من يروج لما يعتبره مرجعية سياسية أمازيغية أن يخبرنا عن المذهب الإقتصادي في إطار هذه المرجعية ولن يستطيع لأنه ليس ثمة مذهب أمازيغي في الإقتصاد ولا في السياسة والأمازيغ تجدهم إما اشتراكيين أو تروتسكيين أو شيوعيين أو رأسماليين ليبراليين أو رأسماليين اجتماعيين إلى آخره…

خلاصة القول إن ما يروجه البعض مجرد عموميات تضر بالخطاب الأمازيغي وتمثل خروجا عن منطق السياسة وقواعد تشكيل الأحزاب ولم ينشروا أي مشروع مجتمعي أو برنامج سياسي ببساطة لأنهم لم يكتبوه أصلا ومع ذلك يدعون الناس إلى الإنخراط في مشروع هم أنفسهم لا يعلمون تفاصيله..

عبد النبي إدسالم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى