لقاء اجتماعي أم رسائل سياسية مشفّرة؟ صورة داخل منزل قيوح تثير جدلاً بإقليم اشتوكة آيت باها

أثارت صورة جرى تداولها على نطاق واسع، التُقطت داخل منزل الوزير عبد الصمد قيوح خلال مناسبة اجتماعية لإحياء ذكرى وفاة والده، جدلاً واسعاً بين المتتبعين للشأن السياسي بإقليم اشتوكة آيت باها، بعدما جمعت عدداً من الأسماء البارزة في المشهد المحلي والسياسي.

الصورة، التي يبدو ظاهرها اجتماعاً عادياً في سياق عائلي، ضمّت وجوهاً معروفة على الساحة المحلية، من ضمنها المستشار البرلماني الحسين مخلص عن حزب الأصالة والمعاصرة، ومحمد بوخالي رئيس جماعة الصفاء، والقيادي الاستقلالي عبد الرحمان خيار، إلى جانب علي البرهيشي، والفاعل السياسي لحسن أقديم ، الذي دخل مؤخراً في صدامات سياسية مع حزب التجمع الوطني للأحرار. كما حضر اللقاء أيضاً صلاح لطيف، عضو الغرفة التجارية والقيادي في حزب “الجرار”.

ورغم الطبيعة الاجتماعية للقاء، إلا أن اجتماع هذه الأسماء في هذا التوقيت بالذات، وفي منزل أحد رموز حزب الاستقلال، فتح الباب واسعاً أمام قراءات وتأويلات سياسية، خاصة في ظل الحركية التي يعرفها الإقليم تحضيراً للاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

عودة الود بين “البام” وبوخالي؟

عودة محمد بوخالي للظهور إلى جانب قيادات من حزب الأصالة والمعاصرة اعتُبرت إشارة لإمكانية طي صفحة الخلافات السابقة، في وقت تُثار فيه تساؤلات حول إعادة رسم خريطة التحالفات المحلية وتجديد قنوات التواصل بين الفرقاء السياسيين.

انفتاح الاستقلال على فاعلين جدد؟

أما مشاركة عبد الرحمان خيار، أحد الوجوه البارزة داخل حزب الاستقلال، في اللقاء، فقد فسّرت على أنها مؤشر على رغبة “الميزان” في توسيع دائرة تواصله مع فاعلين محليين من خارج صفوفه، مما يفتح الباب أمام احتمالات التنسيق أو حتى استقطاب أسماء وازنة إلى صفوف الحزب.

“لحسن أقديم”: مغادرة نهائية لصفوف الأحرار؟

اللافت في الصورة أيضاً كان حضور لحسن أقديم، المعروف بتوتر علاقته مع حزب التجمع الوطني للأحرار، وهو ما فسّره مراقبون بكونه مقدمة لانفصال رسمي عن “الحمامة”، واحتمال التحاقه مستقبلاً بـ”الجرار” أو “الميزان”، خاصة في غياب أي مؤشرات على مصالحة قريبة مع حزبه السابق.

صورة رمزية… ورسائل غير مباشرة

ورغم تأكيد مقربين من المجتمعين أن اللقاء كان ذا طابع اجتماعي صرف، فإن رمزية الصورة والأسماء المجتمعة فيها لا يمكن فصلها عن الحركية السياسية التي تعرفها المنطقة، في ظل حديث عن إعادة ترتيب البيت الداخلي لعدد من الجماعات بالإقليم، واستباق مخرجات الاستحقاقات القادمة.

وفي تعليقات متطابقة لعدد من المتتبعين المحليين، أشاروا إلى أن “الرسائل السياسية باتت تمرّر أحياناً من خلال لحظات عادية أو مناسبات اجتماعية، لكنها تكون محمّلة بدلالات قوية، خصوصاً في مناطق تعرف احتداماً في التنافس السياسي”.

وختم متتبعون قراءتهم للصورة بالتمني أن تكون “الإشارة الجماعية بالأيدي التي قام بها الحاضرون تعني تمسكهم بالسير بالإقليم نحو الأمام، وليس تحالفاً ضد جهة معينة، خصوصاً في ظل ما يروج عن وجود جهات خفية تعرقل مسار التنمية بالإقليم وتحارب مساعي الإصلاح عبر أساليب غير مباشرة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى