
وسط صمت المجلس المنتخب، وفي ظل غياب البنيات التحتية الترفيهية والثقافية، يضطر أطفال حي أزرو بمدينة أيت ملول إلى تحويل الأزقة إلى ملاعب إسمنتية، باحثين عن لحظات من الفرح وسط كتل البنايات الصامتة.
في مشهد بات مألوفًا لدى ساكنة الحي، يجتمع العشرات من الأطفال واليافعين كل مساء في فضاء ضيق بين العمارات، يتقاسمون لعب كرة القدم بأدوات بسيطة، بعضهم يكتفي بالمشاهدة، والبعض الآخر يصنع من الحائط مدرجًا. إنه “ملعب الحي” كما يسميه الأطفال، الواقع بين عمارات لا تبعد سوى أمتار قليلة عن الشارع العام، حيث تنعدم شروط السلامة والراحة.
ويقول أحد أولياء الأمور، وهو يتابع أبناء الحي من بعيد: “أين يذهبون؟ لا حديقة، لا مكتبة، لا ملعب قرب. الشارع هو المتنفس الوحيد لهم، رغم مخاطره”.
هذا الوضع يسلط الضوء مجددًا على غياب رؤية تنموية مندمجة في مجال الطفولة والشباب لدى الجماعة الترابية لأيت ملول، التي لم تفِ بعد بوعودها السابقة بشأن إحداث ملاعب القرب وتهيئة حدائق الأحياء، بالرغم من تزايد عدد السكان واتساع رقعة الأحياء الجديدة مثل أزرو.
ويرى متابعون للشأن المحلي أن غياب فضاءات الترفيه والثقافة يفرز جيلاً محروماً من فرص تطوير مواهبه وصقل طاقاته، كما يكرّس نوعًا من التهميش الاجتماعي الذي قد تكون له تبعات سلبية على المدى الطويل.
في المقابل، يطالب عدد من النشطاء الجمعويين بالاستثمار في البنيات الأساسية التي تهم الأطفال واليافعين، من خلال تعبئة الوعاء العقاري المتاح ببعض النقاط السوداء، وتحويلها إلى حدائق أو ملاعب، مع تشجيع المبادرات المدنية الهادفة إلى تأطير الطفولة داخل بيئة آمنة ومحفزة.
ويبقى السؤال المطروح بإلحاح: إلى متى ستظل طفولة أزرو رهينة الإسمنت وغياب المرافق؟ وهل يتحرك مجلس جماعة أيت ملول لإعطاء الأولوية لمشاريع تعيد للطفولة بهجتها وتوفر لها حقها في اللعب، كما ينص عليه دستور المملكة واتفاقية حقوق الطفل؟