جمعيات بيوكرى تتحرك: “رابطة للمواطنة” لاحتواء غضب “جيل Z” وتوجيه العمل المدني

في خطوة تصحيحية تهدف إلى الفصل بين حق الاحتجاج السلمي وفوضى التخريب، أعلنت فعاليات المجتمع المدني في مدينة بيوكرى عن تأسيس “رابطة جمعيات المجتمع المدني من أجل المواطنة بيوكرى”. هذا الإعلان، الذي جاء على خلفية الأحداث التخريبية التي شهدتها المدينة مساء الأربعاء الماضي، يمثل محاولة حاسمة لاستعادة بوصلة العمل المدني وتوجيه طاقات الشباب نحو مسارات بناءة.

احتواء الغضب: اعتراف بمشروعية مطالب “جيل Z” ورفض للعنف
أكد البيان التأسيسي للرابطة، الذي وقعه ممثلو عدد من الجمعيات، على ضرورة الفصل الواضح بين أعمال الشغب التخريبية وأشكال الاحتجاج الحضاري والسلمي التي عبّر من خلالها شباب “جيل Z” عن مطالبهم. وفي موقف مسؤول، أقرت الجمعيات بـ”مشروعية المطالب التي عبر عنها شباب جيل Z”، معتبرة إياها “تعبيراً عن أوضاع اجتماعية واقتصادية حقيقية تستدعي الإنصات والمعالجة”. هذا الاعتراف يضع مطالب الشباب العادلة في صلب الأزمة، مؤكداً حقهم في التعبير عن قضاياهم الجوهرية.

في المقابل، لم تتردد الرابطة الجديدة في التعبير عن رفضها المطلق لأي شكل من أشكال الشغب والمس بالممتلكات العامة والخاصة. ووجه الموقعون تحذيراً شديد اللهجة ضد “استغلال الظروف الحالية لتصفية الحسابات” أو “دفع القاصرين إلى المواجهة”. وقد حمّلت الرابطة العائلات والأسر مسؤولية “ضبط وتوجيه أبنائها القاصرين” وحمايتهم من التحريض، داعية الجميع إلى رص الصفوف والمحافظة على أمن ومصالح الوطن.

هدف استراتيجي: من الاحتجاج إلى العمل المؤسساتي المشترك
الهدف من تأسيس الرابطة يتجاوز مجرد إدانة العنف، فهو يسعى بشكل استراتيجي إلى “توجيه الجهود وتعزيز العمل الميداني المشترك” بين مكونات المجتمع المدني بالمدينة. المبادرة تسعى لخلق قناة تنسيق فاعلة تمكّن من احتواء التوترات والانتقال بالمدينة من دائرة الصدام إلى مرحلة العمل المؤسساتي البنّاء، لمعالجة الأسباب الجذرية للمطالب المطروحة.

وفي سياق أوسع يضم فعاليات إقليم اشتوكة أيت باها (جماعات أيت اعميرة، سيدي بيبي، بلفاع، وبيوكرى)، دعت الجمعيات إلى إطلاق جيل جديد من المبادرات الشبابية. فقد نوهت الفعاليات بالجهود الأمنية المبذولة في تدبير الظرفية الصعبة، وشددت على ضرورة الإنصات للجميع، خاصة فئة الشباب، وتفهم مطالبها.

رؤية للمستقبل: الشباب قوة دافعة للتنمية
تتفق فعاليات المجتمع المدني بالإقليم على ضرورة المحافظة على الزخم التنموي، مع التأكيد على أهمية التصدي لمظاهر الهشاشة، وضرورة العمل بـ”منظور تشاركي” لتنزيل مبادرات تدمج الشباب اجتماعياً واقتصادياً.

إن تأسيس “رابطة جمعيات المجتمع المدني من أجل المواطنة بيوكرى” يمثل محاولة جادة لإنقاذ العمل المدني من التوظيف التخريبي. هي دعوة واضحة لتحويل غضب الشارع إلى طاقة إيجابية، عبر تعزيز دور المجتمع المدني الجاد في بلورة السياسات العمومية والمراهنة على الشباب كـ**”قوة دافعة”** في كل الاستراتيجيات التنموية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى