أمرزك: تحولات صامتة داخل الشركة الجهوية متعددة الخدمات بسوس ماسة ترسم ملامح نموذج جديد

شهدت جهة سوس ماسة خلال الأشهر الماضية دينامية لافتة في قطاع الخدمات الأساسية، لاسيما في مجالات الماء الصالح للشرب، الكهرباء، والتطهير السائل. وتأتي هذه الدينامية بفضل المقاربة الجديدة التي تبنتها الشركة الجهوية متعددة الخدمات بسوس ماسة (SRM SM) تحت إشراف مديرها العام، محمد أمرزك، والتي تبدو أنها ترسم ملامح نموذج تدبيري جديد وواعد في سياق الجهوية المتقدمة.

هيكلة جديدة ونموذج تدبيري فعال:

منذ تأسيسها في دجنبر 2023، حرصت الشركة على اعتماد نموذج تدبيري جديد يهدف إلى توحيد المخاطب وتقليص عدد المتدخلين. وقد انعكس هذا التوجه إيجابًا على سرعة الإنجاز وجودة الخدمات، كما ساهم في تعزيز التنسيق بين مختلف الفاعلين وتبسيط المساطر الإدارية، مما مكن من الاستجابة بشكل أفضل لاحتياجات المواطنين.

رهانات التكنولوجيا والحكامة:

أولت الشركة أهمية بالغة للمجال التكنولوجي، حيث اعتمدت تقنية TST لتتبع الخدمات الميدانية بشكل فوري. كما أطلقت مركز النداء “Allo SRM” لتلقي شكايات المواطنين وتتبع معالجتها، في خطوة تعكس حرصها على التفاعل المباشر مع المستهلكين.

وعلى صعيد الحكامة، أكدت إدارة الشركة التزامها بترسيخ ثقافة الشفافية والمحاسبة، من خلال المصادقة على الميزانية السنوية ونشر التقارير وتقييم الأداء. ويأتي هذا التوجه ليعزز من مستوى المساءلة ويضمن احترام قواعد الحكامة الجيدة في تدبير الشأن العام.

العدالة المجالية وتوسيع البنيات التحتية:

من أبرز الرهانات التي حملها مشروع SRM SM هو تحقيق العدالة المجالية عبر تعميم الخدمات في مختلف أقاليم الجهة، مع إيلاء اهتمام خاص للمناطق القروية والنائية. وقد شهدت مناطق مثل إقليم اشتوكة آيت باها، وتارودانت، وتيزنيت مشاريع لتوسيع الشبكات وتجديد المحطات والتجهيزات، وهو ما يعكس التزام الشركة بتحسين ظروف عيش الساكنة المحلية في كل ربوع الجهة.

شراكات واستثمارات نوعية:

انخرطت الشركة في مشاريع شراكة مع فاعلين وطنيين ودوليين، مثل وكالة التعاون الألماني GIZ MAROC، بهدف دعم قدرات العاملين وتأهيل الموارد البشرية. ويُعد هذا التوجه مؤشرًا على حرص الشركة على التكوين المستمر والرفع من الكفاءة التقنية لموظفيها، مما يضمن تقديم خدمات ذات جودة عالية.

تحديات قيد المعالجة:

ورغم الإشادة بالتحولات الإيجابية، فإن الطريق لا يزال طويلاً لتحقيق الأهداف الكبرى. وتواجه الشركة تحديات مرتبطة بتوسيع التغطية، وتعميم العدادات الذكية، وتحسين جودة الخدمات في بعض المناطق. كما يظل تجاوب المواطنين ومؤشر رضاهم عن الأداء من المعايير الحاسمة في تقييم مدى نجاح هذه التجربة.

 

تبدو الشركة الجهوية متعددة الخدمات بسوس ماسة، وفق المعطيات المتوفرة، نموذجًا واعدًا في سياق تنزيل الجهوية المتقدمة. إنها تجسد تحولًا صامتًا لكن ملموسًا على مستوى البنيات والآليات، مع تركيز واضح على خدمة المواطن بشكل مباشر. غير أن الرهان اليوم هو الحفاظ على هذه الوتيرة، وتحويل هذه المكتسبات إلى ثقافة مؤسساتية مستدامة، تستحضر أولوية المواطن وتراعي خصوصيات المجال الترابي لجهة سوس ماسة.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى