
في لقاء جهوي نظمته شبيبة التجمع الوطني للأحرار بمدينة الناظور، ألقى وزير الدولة الحسن السعدي، الذي يشغل أيضاً رئاسة الاتحاد الوطني لشبيبة الحزب، خطابا حاد اللهجة تجاه اثنين من أبرز وجوه المعارضة السياسية: محمد نبيل بن عبد الله وعبد الإله بنكيران.
وفي أجواء تميزت بحضور مئات الشبان المنتمين لشبيبة الحزب من مختلف مناطق جهة الشرق، انتقد الوزير الشاب بشدة ما وصفه بـ”الانحراف الانتهازي” للأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، متهما إياه باستغلال مطالب سكان آيت بوكماز لأهداف سياسية ضيقة.
ورأى السعدي أن هذه الممارسات لا تخدم الديمقراطية ولا تحترم النقاش العمومي، بل تساهم في تدهور الخطاب السياسي.
وبلهجة أشد حدة، ندد السعدي بتصريحات عبد الإله بنكيران، زعيم حزب العدالة والتنمية، التي اقترح فيها أن تتزوج النساء المغربيات بدلا من متابعة دراستهن، مقارنة إياهن بـ”اللقالق”، واصفا هذا الكلام بالمهين والكاشف عن رؤية تقليدية متخلفة وغير متوافقة مع الواقع الاجتماعي الراهن.
وأكد المسؤول عن شبيبة التجمع الوطني للأحرار استنكاره الشديد لتلك التصريحات التي صدرت عن رئيس حكومة سابق، معتبرًا إياها تعبيرًا عن استخفاف وازدراء تجاه النساء والشباب المثقف في البلاد.
كما استعرض السعدي التناقض الواضح بين الخطاب الأيديولوجي لحزب العدالة والتنمية وأفعاله أثناء فترة توليه الحكم، مشيراً إلى أن الحزب لم يطبق وعوده الأخلاقية، حيث استمرت المهرجانات الثقافية، وبقيت المؤسسات الليلية مفتوحة، ولم تترك الشعارات الدينية أي أثر ملموس على الحكامة.
وعلى النقيض، أشاد السعدي بتماسك التجمع الوطني للأحرار، واعتبره الحزب الوحيد الذي تتطابق فيه الإنجازات مع رؤيته ومبادئه، مشددًا على أن حزبه لم ينجر إلى المزايدات اللفظية أو المكر السياسي، بل تجسدت التزاماته في سياسات عمومية ملموسة تخدم المواطن، خصوصاً في مجالات الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية.
وختم الحسن السعدي تدخله بدعوة الشباب إلى عدم الانجرار وراء الديماغوجية أو الحنين إلى ماضٍ سياسي عقيم، مؤكداً أن مستقبل المغرب ينتمي لشباب طموح وواثق ومنخرط في بناء دولة اجتماعية حديثة تتماشى مع التوجهات الكبرى التي يرسمها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.