ساكنة اشتوكة أيت باها تناشد عامل الإقليم الجديد بإنصافها: مطالب بالجملة وانتظارات عريضة

خلال جولة ميدانية قامت بها جريدة الرأي 24 اليوم الاثنين بسوق بيوكرى الأسبوعي، عبر العديد من المواطنات والمواطنين عن جملة من المطالب التي تُجسد عمق التحديات التنموية والاجتماعية التي تواجه إقليم اشتوكة أيت باها. هذه المطالب، التي قُدمت بصدق وحرقة، تعكس تطلعات ساكنة تتشبث بالأمل في عهد العامل الجديد للإقليم، السيد محمد سالم الصبتي، الذي يحظى بإشادة واسعة لطريقة تدبيره وانفتاحه على قضايا المواطنين.

رخص البناء ومساطر التعمير: العائق الأكبر أمام الساكنة

شكّل ملف البناء أبرز الملفات التي استأثرت باهتمام المواطنين. فقد عبّر عشرات السكان، لا سيما في جماعة الصفاء، عن استيائهم من تعقيد المساطر الإدارية المرتبطة بالحصول على رخص البناء، مشيرين إلى أن “رخص البناء أصبحت حلماً صعب المنال”، رغم توفر الأراضي والتجهيزات الأساسية كالكهرباء والماء والصرف الصحي. كما أشار مواطنون من دواوير أمي مقورن، وتلحاج، وأيت ولياض، إلى أن غياب الهيكلة القانونية يحول دون ربط مساكنهم بالمرافق الحيوية.

الطرق والمرافق الأساسية: شبكات متآكلة وتنمية غائبة

الطرقات الرابطة بين الدواوير والمدارس أو الأسواق أو المراكز الصحية تعيش حالة يرثى لها، بحسب شهادات مواطنين من آيت اعميرة، أدوار، أدوز، أيت السايح، أزدو، وغيرها. شبكات مهترئة، حفر، وانعدام الصيانة يجعل التنقل اليومي معاناة حقيقية. كما أشار مواطنون إلى غياب ملاعب القرب، والمساحات الخضراء، والمرافق الثقافية التي يمكن أن تُخفف من الضغوط الاجتماعية المتراكمة، لا سيما في الأحياء الهامشية لبيوكرى.

الصحة والتعليم: مراكز صورية وخدمات غائبة

الواقع الصحي بدوره ليس بأفضل حال، حيث أكد سكان إداوكنظيف ودوار أكرار بماسة غياب التغطية الصحية الكافية، وانعدام التجهيزات والموارد البشرية بالمراكز الصحية القائمة. كما اشتكى أولياء التلاميذ في جماعات ماسة وأيت ميلك من غياب مؤسسات تعليمية قريبة، واضطرار التلاميذ إلى قطع مسافات طويلة يوميًا، ما يعرضهم لمخاطر متعددة.

مطالب بالعدالة الترابية وتوزيع عادل للمشاريع

في حديثهم، عبّر عدد من المواطنين عن قلقهم من “التمييز” الحاصل في توزيع المشاريع والمبادرات التنموية، مستنكرين ما وصفوه بسيطرة منطق “باك صاحبي” في الولوج إلى الخدمات أو فرص الشغل. وطالبوا بعقد اجتماعي تنموي جديد يُنصف جميع الجماعات الترابية، خاصة تلك الواقعة في الأطراف والتهميش، مثل آيت وكمار، أدوز، أزكريتن، وغيرها.

الفساد والمحسوبية: أبرز المعوقات

لم تغب نبرة الغضب الشعبي من الفساد المستشري في بعض المجالس الجماعية، إذ وصفها المواطنون بـ”الجاثمة على صدور الساكنة منذ عقود دون أي إنجاز يُذكر”. وطالبوا بربط المسؤولية بالمحاسبة، ومراجعة كل الملفات والمشاريع المشبوهة التي عرقلت التنمية بالإقليم. كما ناشد المواطنون العامل الجديد بـ”أن لا يتسامح مع الفاسدين، وألا يسمح باستغلال المناصب لتحقيق المصالح الشخصية”.

صوت الأمل: ثقة في العامل الجديد

رغم هذه التراكمات الثقيلة، عبّر المواطنون عن أملهم في المسؤول الجديد، السيد محمد سالم الصبتي، الذي قالوا إنه بدأ بتحركات توحي برغبة جادة في التغيير. وطالبوا بزيارات ميدانية مفاجئة، والاستماع المباشر للساكنة، وفتح قنوات تواصل دائمة تسهم في تقريب الإدارة من المواطن.

نحو بيوكرى تستحق اسمها كعاصمة إقليمية؟

في ختام الجولة، اختزل أحد المواطنين الموقف بقوله: “بيوكرى عاصمة الإقليم، لكنها لا تليق حتى بصفة بلدية… نريدها مدينة عادلة، خضراء، نظيفة، متاحة للجميع، لا تمييز فيها ولا محسوبية، هذا كل ما نريده”.

وبين هذا الواقع وهذه التطلعات، تبقى الكرة في ملعب السلطات الإقليمية، التي باتت مطالبة بتحويل الثقة إلى التزام، والأمل إلى برامج ملموسة، تُعيد الاعتبار للمواطن وتُخرج الإقليم من براثن الركود إلى آفاق التنمية الشاملة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى