رشيد بن احسين: صوت الملكية المشتركة بالمغرب

في زاوية من زوايا مدينة طنجة، حيث تلتقي نسائم البحر بنبض الحياة، وقف رجل بسيط اسمه رشيد بن احسين، يحمل هموم سكان الإقامات السكنية المشتركة، متحديًا الصمت واللامبالاة. لم يكن يحمل لقبًا رسميًا، لكنه امتلك عزيمة لا تلين وشغفًا حقيقيًا للتغيير.

بدأت رحلته من ملاحظات يومية، وخلافات بسيطة حول التسيير، وحقوق ضائعة، ثم تحولت تلك الملاحظات إلى مبادرة حقيقية أسس من خلالها مجموعة على موقع فايسبوك تحت عنوان “مشاكل وحلول الملكية المشتركة بالمغرب”. لم تكن البداية كبيرة، لكن مع مرور الوقت تحولت المجموعة إلى أكبر منصة رقمية بالمغرب تُعنى بقضايا الملكية المشتركة، تجمع عشرات الآلاف من الأعضاء، وتستقطب مئات المشاركات الأسبوعية.

كتب رشيد عشرات المقالات التوعوية بلغة بسيطة وواضحة تفهمها كافة الفئات، ينقل بها القانون 18.00 من كتاب جامد إلى واقع ملموس يمكن للجميع استيعابه، وبفضل هذه المقالات أصبحت مجموعته مرجعًا موثوقًا لكل من يريد معرفة حقوقه وواجباته داخل إقامته.

لم يكتفِ بالتفاعل الرقمي، بل نقل المبادرة إلى الميدان عبر تنظيم لقاء وطني ناجح بمدينة طنجة، جمع فيه ممثلين عن جمعيات واتحادات من مختلف المدن لمناقشة تحديات الملكية المشتركة والتفكير في حلول عملية، كما كان له دور بارز في إنجاح عدد من الدورات التكوينية الموجهة لوكلاء الاتحاد والأعضاء النشيطين، حيث ساهم بالتنسيق والتنظيم وتوفير الدعم اللازم لترسيخ ثقافة جديدة تقوم على الوعي والمشاركة.

إلى جانب ذلك، لم يتوانَ رشيد عن تقديم يد العون والمساعدة للباحثين الأكاديميين، حيث تعاون معهم بلا كلل أو ملل لتوفير المعلومات والدعم اللازمين لإنجاز بحوثهم، مؤمنًا بأن العلم والمعرفة طريق لا غنى عنهما لتطوير الواقع وتحقيق الإصلاح.

رشيد بن احسين لم يكن يومًا وصيًا على الحقيقة، بل كان صوتًا صادقًا ينطق باسم المواطن العادي، ويؤمن بأن التغيير الحقيقي يبدأ من وعي الناس ومن رغبتهم في المشاركة. لذلك، صار اسمه علامة مضيئة في عالم الملكية المشتركة، وأيقونة للمبادرات الفردية التي تصنع فرقًا حقيقيًا.

حين يُذكر اسمه اليوم، يُذكر كرجل أضاء شمعة في ظلمة الخلافات، وشق طريقًا للمساعدة والإرشاد، مؤكدًا أن الإرادة الصادقة والشغف يمكنان أي إنسان من أن يكون بطلًا في مجتمعه.

ويؤكد رشيد بن احسين أن هذا النجاح لم يكن ليحدث دون العمل الجماعي والتعاون المثمر مع جميع الأعضاء والفاعلين الذين شاركوه الرؤية والجهد، لأن قوة النجاح في الاتحاد والعمل المشرك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى