محطة جديدة: محمد سالم الصبتي.. من خدمة اليوسفية إلى تحديات اشتوكة آيت باها

منذ أن حظي بثقة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وعُيّن عاملاً على إقليم اليوسفية في يونيو 2017، بصم محمد سالم الصبتي مسيرة مهنية حافلة بالإنجازات والمبادرات التنموية التي استهدفت الارتقاء بمستوى عيش ساكنة الإقليم. هذه الثقة الملكية لم تأتِ من فراغ، فقد سبقتها سنوات من العمل الدؤوب والترقي في مناصب المسؤولية بالإدارة الترابية، حيث بدأ مسيرته المهنية عام 1994 كمتصرف مساعد بعمالة سلا، ليتقلد بعدها عدة مسؤوليات من بينها رئيس قسم الجماعات المحلية وملحق بديوان عامل عمالة سلا المدينة، وصولاً إلى منصب عامل إقليم السمارة، المحطة التي سبقت تعيينه على رأس إقليم اليوسفية.

إن التزام السيد الصبتي بتعزيز التنمية المحلية تجسد في تبني استراتيجيات واضحة المعالم تهدف إلى تحسين البنية التحتية، باعتبارها عصب التنمية، ودعم الأنشطة المدرة للدخل التي تساهم في خلق فرص الشغل وتحسين الوضع الاقتصادي للساكنة. ولم يغفل الجانب الاجتماعي، حيث أولى اهتماماً خاصاً بتحقيق العدالة المجالية من خلال التركيز على المناطق ذات البنية الهشة، إيماناً منه بضرورة تذويب الفوارق بين مختلف مناطق الإقليم.

وقد تميزت فترة ولايته باليوسفية بالتواصل المستمر والفعال مع المواطنين والمنتخبين، إدراكاً منه لأهمية الإنصات والتفاعل المباشر لضمان استجابة ناجعة لحاجيات الساكنة وتطلعاتها. هذا القرب من المواطنين أكسبه تقديراً واسعاً، خاصة في المناطق النائية التي حرص على زيارتها وتفقد أحوالها.

إنجازات ملموسة على أرض الواقع:

شهد إقليم اليوسفية خلال فترة تولي محمد سالم الصبتي العديد من الإنجازات التنموية التي تركت بصمة واضحة على حياة السكان منها :

تحسين البنية التحتية: تم إطلاق وتنفيذ مشاريع مهمة في قطاع الطرق، شملت تعبيد وتقوية طرق تربط بين مختلف الجماعات والدواوير، مما ساهم في فك العزلة وتحسين حركة التنقل. من أبرز هذه المشاريع نذكر الطريق الرابطة بين جماعة جنان ابويه وطريق شيشاوة، والطريق بين جماعة اجدور ودوار الخشاشنة. كما تم توسيع وتقوية الطريق الوطنية رقم 11 الرابطة بين اليوسفية والشماعية، والطريق الإقليمية رقم 2322 الرابطة بين مركز إيغود وسيدي شيكر، والطريق الإقليمية رقم 2317 الرابطة بين إيغود وإقليم آسفي عبر جماعة لمراسلة.

تطوير المرافق الاجتماعية والصحية: تم إنشاء مراكز متخصصة لتلبية احتياجات فئات معينة من الساكنة، مثل مراكز لذوي الاحتياجات الخاصة ومركز لتصفية الدم، بالإضافة إلى إعادة تأهيل مؤسسات اجتماعية قائمة مثل الجمعية الخيرية الإسلامية بالشماعية ودار الطالبة.

النهوض بقطاع التعليم والتجهيزات الأساسية: حظي قطاع التعليم باهتمام خاص من خلال بناء العديد من المدارس والثانويات لتوسيع العرض التعليمي ومحاربة الهدر المدرسي. كما تم تزويد العديد من الدواوير بالماء الصالح للشرب والكهرباء، وتوفير سيارات الإسعاف والنقل المدرسي لضمان استفادة التلاميذ من حقهم في التعليم في ظروف جيدة.

دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية: عمل السيد العامل على دعم الجماعات الترابية للاستفادة القصوى من المشاريع التنموية المختلفة، وتشجيع الأنشطة المدرة للدخل ومبادرات التشغيل الذاتي، مع التركيز بشكل خاص على تحقيق العدالة المجالية وتوفير فرص متكافئة لجميع سكان الإقليم.

مشاريع مستقبلية واعدة:

لم تتوقف جهود السيد العامل عند المشاريع المنجزة، بل تم التخطيط وإطلاق مشاريع مستقبلية واعدة تهدف إلى مواصلة مسيرة التنمية بالإقليم. تشمل هذه المشاريع توسيع وتقوية المزيد من الطرق، وفتح وتأهيل المسالك والطرق غير المصنفة باستثمارات ضخمة تناهز 1600 مليون درهم، مما يؤكد العزم على فك العزلة عن المناطق القروية وتسهيل الولوج إليها.

بصمة شخصية وحضور ميداني:

تميزت فترة تولي محمد سالم الصبتي لمنصب عامل اليوسفية بحضوره الميداني المكثف وحرصه على التواجد الدائم بين المواطنين، حتى في أبعد القرى والمداشر. هذا القرب والتفاعل المباشر جعله يحظى بتقدير واحترام كبيرين من قبل الساكنة التي لمست حرصه الصادق على خدمتهم وتلبية احتياجاتهم. كما أظهر حزماً في تطبيق القانون، خاصة في الظروف الاستثنائية التي مرت بها البلاد خلال فترة الطوارئ الصحية، حيث كان يتابع شخصياً مدى التزام الجميع بالإجراءات الوقائية.

صفحة جديدة في اشتوكة آيت باها:

في إطار الحركة الانتقالية الأخيرة التي شهدتها الإدارة الترابية بالمملكة، تم تعيين محمد سالم الصبتي عاملاً على إقليم اشتوكة آيت باها. هذا التعيين يمثل محطة جديدة في مسيرته المهنية الحافلة، ويحمل معه آمالاً وتطلعات جديدة لساكنة الإقليم الجديد، مستفيداً من الخبرة والكفاءة التي أبان عنها خلال فترة توليه مسؤولية إقليم اليوسفية.

يمكن القول إن محمد سالم الصبتي ترك بصمة واضحة في مسيرة التنمية بإقليم اليوسفية، من خلال إطلاق وتنفيذ مشاريع مهمة في مختلف القطاعات، وحرصه على التواصل المباشر مع المواطنين. وعلى الرغم من بعض التحديات، تبقى جهوده وإنجازاته شاهداً على التزامه بخدمة الصالح العام والارتقاء بمستوى عيش ساكنة الإقليم.

 

A.Boutbaoucht

إقليم اشتوكة آيت باها تحت المجهر: انتظارات كبرى من العامل الجديد في مواجهة أزمات الماء، الصحة، والفلاحة و”أراضي الجموع” في الواجهة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى