
في محاضرة ألقاها بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بأيت ملول، ضمن فعاليات ماستر الدبلوماسية الروحية والتحولات السياسية في إفريقيا، سلط نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الضوء على ظاهرة العزوف الانتخابي وتأثيرها السلبي على المشهد السياسي.
وأكد بنعبد الله، في حديثه أمام الطلبة، أن العزوف الانتخابي يمثل “تلوثاً للعمل السياسي”، إذ يفسح المجال أمام “من يلوثون السياسة ويلبسونها ثوب المصالح” للوصول إلى مراكز القرار. ودعا الشباب، خاصة الطلاب، إلى “الانخراط في التغيير” من خلال التسجيل في اللوائح الانتخابية والمشاركة في التصويت.
وأشار إلى أن “فئة كبيرة من الشباب لا تصوت ولا تعبر عن موقفها من البرامج الانتخابية”، مقارناً ذلك بالفترة التي كانت فيها الجامعات المغربية “مخترقة بالأفكار اليسارية”. وأوضح أن “العزوف ليس حلاً”، بل يترك المجال لـ”آخرين يشتغلون بآليات أخرى للوصول للمناصب السياسية ويقررون بدلاً” عنهم.
وفي سياق حديثه عن أهمية المشاركة السياسية، قال بنعبد الله: “نحتاج اليوم إلى إيجاد صيغ مختلفة لجلب اهتمامكم بما يجري في بلادنا وفي غير بلادنا”. وأضاف: “إذا لم تهتم بالسياسة في عمر 21 سنة، فصعب جداً أن تلتحق بهذا الركب عندما تتجاوز هذا السن”.
واعترف بنعبد الله بصعوبة “إقناع الشباب بالمشاركة السياسية”، مشيراً إلى أن “الأمر متعلق بمشاكلهم اليومية، خلافا لما كان بالأمس القريب في الجامعات، حيث يعتنق الطالب النقاش السياسي مبكرا”. وتحدث عن تجربته الشخصية، قائلاً: “شخصيا … بدأت السياسة في سن 17 سنة، وكنا لا ننتظر شيئاً من العمل السياسي، بل كان دخولنا له انطلاقاً من المرجعية الفكرية الإديولوجية بشكل محض”.
وحذر من “التعميم” في الحكم على السياسيين، قائلاً: “تصوروا … أنه من يتكلم مع السياسيين بهذه الطريقة ويضع جميع السياسيين وجميع الأحزاب دون تمييز في خانة واحدة، فحتى داخل نفس الحزب يمكن أن تجد الفضلاء والفضيلات/ ويمكن أن تجد بينهم بعض المنحرفين عن قيم ومبادئ هذا الحزب”. وأكد أن “السياسة في أعماقها نبل وأخلاق، والأساتذة أمامي لا يمكنهم أن يدرسوكم من الناحية الأكاديمية والنظرية غير ذلك، بعد ذلك يمكن أن تكون التصرفات الشخصية شيئا آخر، لكن في الأصل السياسة نبل وأخلاق وبدون ذلك ليست سياسة”.
واستعرض بنعبد الله بعض الإحصائيات المتعلقة باللوائح الانتخابية، مشيراً إلى أن “أغلب” الطلاب غير مسجلين فيها. وأضاف: “سنجد بأن المسجلين فضلوا عدم التصويت، وفي ذلك تتجلى أهمية ما نحن بصدده معكم، أنتم في هذه الكلية وأمثالكم ممن يشكلون مليون و300 ألف طالب في المغرب وبسن رشد قانوني، سنجد بأن الأغلبية الساحقة منكم تنتمي لـ 18 مليون من المغاربة الذين لا يشاركون في السياسة بشكل مباشر، خاصة في العملية الانتخابية”.
وأوضح أن “27 مليون مغربي يتجاوز السن القانوني، من بينهم 9 ملايين مغربي غير مسجلين”، وأن “18 مليون من المسجلين في اللوائح الانتخابية، من بينهم 50 في المائة فقط من المصوتين والمصوتات، يعني 9 ملايين متبقية لا تصوت”. وخلص إلى أن “هناك من يدبر أمركم بدون اختياركم، وبدون إرادتكم هناك حكومة، اتفقتم أو لم تتفقوا، وكيف أتت الله أعلم !!”.
A.Bout