دخلت شركة أفريقيا للمحروقات، التابعة لمجموعة “أكوا” الهولدينغ العائلي المملوك لعائلتي “أخنوش وواكريم”، في نزاعات قضائية متكررة مع ملاك وأصحاب محطات وقود في عدد من المدن المغربية، في السنوات الأخيرة. يتسم هذا النزاع، وفق وثائق وأحكام قضائية وخبرات تتوفر عليها “المغرب الاقتصادي” بتقاطع كبير في الدوافع والأسس التي تنطلق منها شركة أفريقيا للمحروقات لتأسيس أسباب النزاعات ورفع الدعاوى القضائية المتعددة.
غموض في محاسبة افريقيا للمحروقات
في الحكم الابتدائي الصادر عن المحكمة التجارية بالدار البيضاء، بتاريخ 19 دجنبر 2023، بخصوص النزاع بين شركة افريقيا للمحروقات والطرف المدعى عليه (س.ش) صاحب محطة وقود بإقليم مولاي يعقوب، ذهبت المحكمة في تعليلها إلى أن المدعي (شركة افريقيا) تاجر والمفروض فيه مسك محاسبة دقيقة طبقا للمادة 19 من مدونة التجارة تبين بوضوح مداخيلها ونفقاتها في إطار نشاطها التجاري.
وبما أن باقي الادعاءات، في نزاع الشركة مع ( س.ش) صاحب محطة إقليم مولاي يعقوب غير مؤسسة على إثباتات ولا يمكن اعتماد الخبرة هدفا للدعوى بل وسيلة فقط تستعين بها المحكمة للبت في جوهر النزاع.
رفضت المحكمة طلبات افريقيا للمحروقات مع رفض الحكم بتعويض عن الضرر قدره 520 ألف درهم، لانعدام الاثبات بخصوص الخسائر المادية وعدم الالتزام بالتزود الحصري، والاخلال بالالتزام التعاقدية.
ادعاءات على طريقة “كوبي كولي”
تستند شركة افريقيا للمحروقات في دوافعها لرفع الدعاوى القضائية في أغلبها على نفس الأسباب وتتكرر هذه الأسباب في كل هذه النزاعات تقريبا، وهو الأمر ذاته الحاصل في هذا النزاع، بشكل يحيل على طريقة “كوبي كولي”.
أسست شركة أفريقيا للمحروقات ادعاءاتها في النزاع القائم بينها وبين صاحب محطة بإقليم مولاي يعقوب، على كون هذه الأخير أخل بالتزاماته التعاقدية وعدم استعماله للمعدات الموضوعة رهن إشارته من طرف المدعية “افريقيا للمحروقات” في توزيع المحروقات والزيوت التي تزوده بها، حصرا. وأنه بعد الخبرة المنجزة التي طلبتها الشركة، خلص تقرير الخبرة إلى أنه هناك تناقضات بين كميات المحروقات المسلمة من الشركة والكميات المسوقة للزبناء. وهو ما تسبب للشركة في بأضرار مادية ومعنوية جسيمة مستوجبة للتعويض، وانه صحاب المحطة حرم الشركة من الربح الذي كانت ستجنيه في حالة التزامه لشرط التزود الحصري. صاحب المحطة، حسب ادعاءات الشركة كان يسوق محروقات منافسة أو مجهولة المصدر وغير خاضعة لأي مراقبة، وقام بخداع زبناء الشركة.
حملة المقاطعة وأفريقيا
دفع المدعى عليه، (س.ش) صاحب محطة الوقود بمولاي يعقوب، من دفوعاته، إلى أن من أسباب تراجع كميات المبيعات من المحروقات التي يتزود بها من الشركة تعود إلى تداعيات “حملة المقاطعة التي عرفتها منتوجات الشركة والتي كانت ستعصف بها برمتها ومعها جميع الموزعين الذين ظلوا صامدين متحملين مصاريف الصيانة وتسيير المحطات رغم الانخفاض المهول على الطلب”. في جانب آخر دفع صاحب محطة الوقود إلى جائحة كوفيد 19 كان لها أيضا تأثير مع ما ترتب عنها من إجراءات حدت بشكل كبير من استعمال وسائل التنقل مما أدى إلى انخفاض الطلب على المحروقات.