خلال محاضرة حول قضية الصحراء المغربية: عبد الرحيم بوعيدة يدعو إلى تجديد النخب ووسائل الدفاع الوطني ويحذر من تجار القضية الوطنية

احتضنت كلية الحقوق بمراكش أمس السبت 26 اكتوبر 2024 محاضرة مهمة بعنوان “تقنيات الترافع عن قضية الصحراء المغربية”، قدّمها الأستاذ عبد الرحيم البرديجي، واستضافت في سياقها مداخلة مميزة للأستاذ الجامعي والنائب البرلماني عن حزب الاستقلال، عبد الرحيم بوعيدة، الذي طرح رؤى نقدية ومتقدمة حول تطورات قضية الصحراء المغربية وسبل دعمها.

تناول بوعيدة في مداخلته ضرورة تجاوز الخطاب التقليدي، الذي يكتفي بتأكيد مغربية الصحراء، داعياً إلى تبني نخب جديدة وأدوات متطورة للترافع عن القضية. وأوضح أن خطاب جلالة الملك محمد السادس الأخير يدعو إلى قطيعة مع الأساليب السابقة وتفعيل جميع شرائح المجتمع المغربي، بما فيها الأحزاب، البرلمان، الجامعات، والنقابات، لأداء أدوارهم بفاعلية أكبر. وشدد بوعيدة على أن جلالة الملك لا يستطيع وحده الدفاع عن القضية في جميع المحافل، بل يتطلب الأمر مشاركة كل القوى الوطنية.

واستعرض بوعيدة بعض الحقائق المرتبطة بالقضية الوطنية، مشيرًا إلى أن بعض الأطراف تقدم معطيات مغلوطة حول الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على صحرائه، مشيرًا إلى أهمية دراسة موقف الدول التي لا تعترف بمغربية الصحراء لتسويق خطاب جديد يستهدف هذه الجهات بواقعية ودقة. وأبرز بوعيدة الحاجة إلى التوعية بتفاصيل الحكم الذاتي، مؤكدًا أن القليلين هم من يعرفون محتوى مسودته أو أبعاده.

كما تطرق بوعيدة إلى دور الجامعات المغربية في تعزيز الوعي بالقضية الوطنية، مشيرًا إلى أهمية إدراج مواد تعليمية تركز على تاريخ الصحراء المغربية وقضية الوحدة الترابية ضمن مسالك كلية الحقوق، كتفعيل مباشر لتوجهات الخطاب الملكي، معتبرًا أن فهم هذه القضية يعد أساسيًا للحفاظ على الشريان الحيوي للمغرب الذي يشكل الصحراء جزءًا منه.

وطرح بوعيدة كذلك رؤيته لسياسات الجزائر تجاه المغرب، مؤكدًا أن طموحها يمتد إلى عزل المغرب من محيطه الأطلسي، مع تسليط الضوء على عودة شركة “سوناطراك” الجزائرية إلى النيجر كاستراتيجية لتوسيع نفوذها في المنطقة واستمالة دول أفريقية. كما أشار إلى أن جبهة البوليساريو لا تمثل سوى 28% من السكان الصحراويين، حيث تتوزع هذه النسبة بين عدة أطراف، مما يعكس ضعف تمثيليتها مقارنة بواقع الأقاليم الجنوبية المغربية.

وفي ختام مداخلته، دعا بوعيدة إلى ضرورة تجاوز الأساليب التجارية في الترافع عن قضية الصحراء، مستنكراً استغلال بعض الجهات لهذه القضية طيلة 35 عامًا لتحقيق مصالح شخصية دون تقديم إضافة حقيقية للمغرب على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأكد على الحاجة إلى تجديد النخب وإدماج الكفاءات الشابة في الترافع عن القضية الوطنية، مطالبًا بوقف الاستغلال التجاري والسياسي لهذا الملف الذي يمثل روح السيادة الوطنية المغربية.

ABDALLAH BOUTBAOUCHT

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى