
في حادثة مأساوية أليمة، لقي شاب في مقتبل العمر مصرعه غرقاً داخل مسبح أحد الفنادق المصنفة بمدينة أكادير. هذه الحادثة المؤلمة التي هزت الرأي العام تثير تساؤلات عديدة حول مدى توفر إجراءات السلامة في المرافق السياحية، وخصوصاً فيما يتعلق بتواجد سباحين منقذين في هذه المؤسسات.
هل تتوفر الفنادق على سباحين منقذين؟
تُعد وجود سباحين منقذين في المسابح أمراً أساسياً لضمان سلامة الزوار، خاصة في المؤسسات السياحية التي تستقطب العديد من السياح والمواطنين. ولكن، تبرز هنا إشكالية تتعلق بمدى التزام الفنادق والمرافق السياحية بتوفير هؤلاء المنقذين.
في بعض الحالات، تتجاهل الفنادق تعيين سباحين منقذين كجزء من إجراءات السلامة، مما يشكل خطراً على حياة النزلاء، خاصة الأطفال والمراهقين الذين قد لا يكونون متمكنين تماماً من مهارات السباحة. عدم وجود مراقبة مستمرة بجانب المسابح قد يؤدي إلى وقوع كوارث إنسانية كما حدث في هذه الحالة.
من يتحمل المسؤولية؟
في مثل هذه الحالات، تقع المسؤولية على عدة أطراف. أولاً، إدارة الفندق يجب أن تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية، حيث يتعين عليها ضمان توافر جميع شروط السلامة، بما في ذلك تعيين سباحين منقذين مؤهلين ومراقبة دائمة للمسابح.
ثانياً، السلطات المحلية والجهات الرقابية المسؤولة عن مراقبة وتنظيم عمل الفنادق، عليها التأكد من التزام هذه المؤسسات بالمعايير المطلوبة، وفرض عقوبات صارمة على المخالفين.
وأخيراً، الوعي العام بدوره يلعب دوراً مهماً، حيث يجب على الزوار والنزلاء التحقق من وجود إجراءات السلامة قبل استخدام المرافق، والإبلاغ عن أي تقصير قد يشكل خطراً على حياتهم أو حياة الآخرين.
حوادث الغرق في المسابح ليست مجرد أحداث عابرة، بل هي مأساة تترك آثاراً كبيرة على الأسر والمجتمع ككل. لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث، يجب أن تكون هناك مسؤولية مشتركة بين إدارة الفنادق، الجهات الرقابية، والنزلاء لضمان توافر بيئة آمنة للجميع. فإجراءات بسيطة مثل تعيين سباحين منقذين يمكن أن تنقذ أرواحاً وتجنب وقوع مآسي إنسانية.