
شهد حي الهدى بمدينة أكادير، مساء أمس الأربعاء، واقعة خطيرة كان أبطالها تلاميذ أبرياء وجدوا أنفسهم وجهاً لوجه مع مختل عقلي اقتحم سيارة للنقل المدرسي بالقوة عند توقفها بأحد المدارات الطرقية. لحظات رعب عاشها الأطفال، لم يبددها سوى التدخل السريع للسائقة التي أبانت عن شجاعة كبيرة حين دفعت المقتحم خارج السيارة وأنقذت الأرواح من كارثة محققة.
الحادثة، وإن انتهت بسلام، تكشف عن واقع مقلق: المدارات الرئيسية بالمدينة تحولت إلى فضاءات مفتوحة للمختلين العقليين والمتشردين الذين يتخذونها أماكن للتسول والتسكع، دون أي تدخل جاد من السلطات المحلية أو المجلس الجماعي الذي يرفع شعارات “المدينة الآمنة والذكية”.
فهل يعقل أن يُترك الأطفال عرضة للخطر في قلب مدينة بحجم أكادير، بسبب غياب رؤية واضحة لمعالجة ملف المتشردين والمختلين؟
رغم تعدد النداءات، ما زالت المقاربة الرسمية مقتصرة على حلول ترقيعية وظرفية، بدل وضع برامج مهيكلة لإيواء هؤلاء الأشخاص وتوفير الرعاية الصحية والنفسية لهم، في انسجام مع مبادئ حقوق الإنسان ومتطلبات الأمن المجتمعي.
حادثة حي الهدى لم تكن مجرد مشهد عابر، بل جرس إنذار قوي. وما لم تتحمل السلطات والمنتخبون مسؤولياتهم كاملة، فإن أرواح الأبرياء ستظل مهددة في مدارات مدينة يفترض أنها عاصمة جهوية وواجهة سياحية للمغرب.