
تعيش ساكنة دوار آيت موسى التابع لجماعة بلفاع، بإقليم اشتوكة آيت باها، وضعًا استثنائيًا ومؤلمًا يتكرر يومًا بعد آخر منذ ما يزيد عن عشر سنوات، حيث أن عنوانه الأبرز هو “توقّف أشغال بناء المسجد الوحيد بالدوار”. هذه الوضعية حوّلت هذا المشروع الديني من مصدر أمل مُنتظر إلى مصدر معاناة يومية للسكان.
فقد تم تشييد جزء من الهيكل الإسمنتي للمسجد فقط قبل أن تتوقف الأشغال به لأسباب ما تزال غامضة إلى اليوم. وقد أصبح هذا الهيكل رمزًا لجمود إداري طال أمده، وهو ما دفع الساكنة إلى إطلاق نداء استغاثة إلى السيد عامل إقليم اشتوكة آيت باها، مطالبين بتدخله العاجل لإحياء المشروع ورفع ما يصفونه بـ “العزلة الروحية” عن الدوار.
ويستحضر سكان آيت موسى بافتخار كبير ما تم قبل أشهر قليلة فقط في مركز سيدي بوسحاب، حين تدخّل عامل الإقليم بشكل مباشر ليضع حدًا لتعثر بناء المسجد المركزي هناك بعد طول انتظار.
ففي شهر يونيو الماضي، وبعد زيارة ميدانية للموقع واطلاع العامل المباشر على احتياجات السكان، أعطى توجيهاته بتشكيل لجنة مختلطة لتقييم المشروع ومعاينته. وقد قامت اللجنة بعمل دقيق وشامل قبل أن تمنح شهادة المطابقة لهذه المعلمة الدينية الهامة، مما مهد الطريق لافتتاح المسجد قريبًا أمام المصلين. هذا التفاعل السريع والفعال اعتبرته الساكنة وقتها مثالًا حيًا على حكامة فعالة واستجابة تجسد حقيقة القرب الإداري من المواطنين واحتياجاتهم الدينية والاجتماعية.
وعلى النقيض من ذلك النموذج الناجح، ما تزال أشغال مسجد آيت موسى متوقفة منذ أكثر من عشر سنوات، دون ظهور أي حلول أو تقديم توضيحات حول أسباب هذا التعثر الطويل. وتزداد المعاناة لدى كبار السن والنساء الذين يضطرون إلى قطع مسافات طويلة يوميًا للوصول إلى مسجد “إمخلاف” لأداء الصلوات الخمس، في رحلة شاقة لا تخلو من مخاطر، خاصة في فترات الحر الشديد أو الأمطار.
اليوم، تعقد ساكنة آيت موسى الكثير من الأمل على تدخل جديد من السيد العامل الجديد، على غرار ما حدث في سيدي بوسحاب. وتؤكد الساكنة ثقتها في قدرته على إنهاء هذا الملف، وتقترح اعتماد نفس الآلية الناجعة التي أثبتت فعاليتها، والتي تتضمن:
تشكيل لجنة مختلطة لزيارة الموقع.
كشف أسباب توقف البناء وتحديد المسؤوليات.
وضع خطة عاجلة لاستئناف الأشغال وفتح المسجد في أقرب الآجال.
يقف الهيكل الخرساني الشاهق الذي يتوسط الدوار شاهدًا على عشر سنوات من التعثر. لكنه أيضًا شاهد على أمل كبير لدى الساكنة في تدخل إنساني وإداري يعيد الروح إلى هذا المشروع الديني الحيوي.



