“مياه شتوكة أيت باها: مأساة صحية تكشف بعد ثلاثين سنة من التوزيع”

لا حديث باشتوكة أيت باها إلا عن موضوع جودة المياه الصالحة للشرب، إذ طفت على الواجهة عبارات الاستنكار والاستفسار بعد مراسلة رئيس الجماعي لبلفاع لإحدى الجمعيات بخصوص مياه الشرب التي توزعها والتي لا تطابق المعايير المغربية المعمول بها.
فبعد ثلاثين عاما من الإهمال والتغاضي، يسلط الضوء أخيرا على حقيقة مفزعة: مياه الشرب التي يتم توزيعها من قبل الجمعيات في منطقة يشوكه آيت باهى ليست صالحة للشرب وتشكل خطرا على صحة الإنسان. هذه الحقيقة، التي كان ينبغي أن تكون معروفة ومعالجة منذ البداية، تم تجاهلها بشكل مخجل على مدار ثلاثين عاما مضت.
في عام 1996، بدأت الجمعيات في توزيع المياه الشرب نيابة عن الجماعات الترابية والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، ورغم علمهم بأضرار هذه المياه على الصحة العامة، إلا أنهم استمروا في توزيعها بسبب توفرها كبديل للجهات الرسمية في المنطقة، ولتقديم حل لمشكلة نقص المياه.
للأسف، كانت جودة مياه الشرب في المنطقة موضوعا تم تجاهله لسنوات طويلة، دون الحاجة إلى ضمان جودتها أو التأكد من سلامتها للاستخدام البشري. ولم يتم التنبيه إلى خطورة الوضع إلا بعد الانتهاء من بناء منشآت المياه التابعة للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، والتي بدأت في ربطها بالدواوير.
بعد اكتشاف هذه الحقيقة المروعة، بات من الواضح ضرورة التحرك الفوري لمعالجة هذه الأزمة. فثلاثون سنة من التقاعس ليست مجرد فترة زمنية طويلة، بل هي فترة زمنية كافية لتفاقم الآثار الضارة على صحة المواطنين والمجتمع بأسره.
الآن، بعد مرور هذه السنوات الطويلة، يجب على الجمعيات والجهات المعنية بالمياه في اشتوكة آيت باها أن تبذل أقصى جهودها لتصحيح الوضع وضمان جودة المياه الموزعة للمواطنين. إنه وقت العمل الجاد والجدي لإنقاذ صحة الناس وضمان حقهم الأساسي في المياه النقية والصالحة للشرب…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى