خالد الشنّاق ومحمد بكيز… حقيقة العلاقة التي تُفزع “سماسرة الفتنة” باقليم إنزكان أيت ملول

تشهد مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة موجة تدوينات فايسبوكية مسعورة، يحرّكها بعض من اعتادوا الاصطياد في الماء العكر، محاولين خلق شرخ وهمي بين رئيس جماعة القليعة محمد بكيز، والنائب البرلماني عن حزب الاستقلال خالد الشناق. حملات تُدار بحسابات صغيرة، يقودها أولئك الذين لم يجدوا لهم مكانًا داخل المشهد المحلي، فاختاروا الهجوم والتشويش واستعمال “الفتنة الرقمية” بدل تقديم أفكار أو مشاريع تخدم الساكنة.

هؤلاء، ومعظمهم من “الكومبارس السياسي” وكتبة المناسبات، يحاولون منذ أسابيع النفخ في صراع لا وجود له إلا في مخيلتهم. مرة عبر تدوينات تستهدف الشناق بسبب تواصله الطبيعي مع الساكنة، ومرة عبر محاولات زرع الشك بينه وبين محمد بكيز. مع العلم أن اللقاء الذي فجّر هذه الحملة مجرد تفاعل عادي مع مطلب ساكنة تطالب بتغيير تبعية غابة المزار، وهو أمر سبق أن ناقشه نواب آخرون – محمد أوضمين وإسماعيل الزيتوني – دون أن نرى هذه “الهستيريا الفايسبوكية”.

الحقيقة التي تُرعب صُنّاع الضجيج بسيطة:
الشنّاق وبكيز يشكلان وحدة سياسية متناغمة منذ 2021، وكل محاولات نسج سيناريوهات الخلاف لا تعدو كونها أوهامًا يقتات عليها البعض بحثًا عن نقرات “اللايك” والظهور الزائف.

مكان محمد بكيز ليس شاغراً… بل ضرورة لمدينة في حاجة إلى قائد حاضر

من بين المغالطات التي يروج لها “سماسرة الفتنة” محاولة دفع الرأي العام للاعتقاد بأن محمد بكيز يسعى لمقعد برلماني أو أنه في صراع مع الشناق. وهذا خطاب يفضحه الواقع قبل الكلمات.

الساكنة تعرف جيدًا أن مدينة القليعة لم تستفد من الاستقرار إلا بعد أن تولّى بكيز رئاستها وبدأ العمل على ملفاتها البنيوية، من الإنارة إلى الطرقات إلى النظافة إلى التنظيم الإداري. وجوده اليوم على رأس الجماعة مكسبٌ للمدينة، وليس فراغًا يسعى البعض لملئه.

كما أن بقاء بكيز رئيسًا للجماعة هو ما يريده معظم المواطنين، لأنهم يعرفون أن ذهابه للبرلمان – لو حصل – يعني شيئًا واحدًا:
تراجع الحضور الميداني وانشغاله بالدورات والتشريعات، مثلما حدث في جماعات كثيرة عبر المغرب حين تحول رؤساؤها إلى برلمانيين، فشاهدت ساكنتها كيف ذاب حضورهم واختفت جديتهم وتراجع أداؤهم، لأن المقعد البرلماني يأخذ كل الوقت، ويترك الجماعة تُدار بالنيابة أو بالحد الأدنى من المتابعة. لدينا أمثلة متعددة في أقاليم عدة، وتوجد جماعات ما زالت تعاني إلى اليوم بسبب غياب رئيسها البرلمانــي.

إذن، دعوة بعض المدونين إلى “إزاحة بكيز” ليست سوى محاولة للعب بالنار، وتستبطن مصالح شخصية أكثر مما تخدم المصلحة العامة.

الشنّاق وبكيز… جبهة واحدة وليست مقعدين متصارعين

من يراقب عمل الاثنين خلال السنوات الأخيرة يرى بوضوح:

برامج انتخابية مشتركة منذ 2021

تعاون واضح بين الجماعة والبرلمان

توزيع دقيق للأدوار:
بكيز يشتغل يوميًا على تنمية القليعة،
الشنّاق يدافع عن ملفات الإقليم داخل البرلمان واللجان الحكومية.

هذه العلاقة المتناسقة لم ترُق لخصوم النجاح، فبدأوا يلوّحون بشبح الخلافات. لكنهم ينسون أن السياسة ليست “تدوينة فايسبوكية” ولا “فيديو لايف” يركبه كل من هبّ ودبّ… السياسة عمل، والإنجاز يتحدث.

رسالة أخيرة لكل من يحاول العبث بالمشهد المحلي

مدينة القليعة ليست ملعبًا للمرتزقة السياسيين، ولا مختبرًا للتجارب الفاشلة. هي مدينة تبحث عن الاستقرار، وتحتاج لمسؤولين حاضرين على الأرض، لا وجوه تختفي في الرباط.

لذلك، فإن العلاقة بين خالد الشناق ومحمد بكيز ليست موضوع نقاش ولا مادة لإشعال الفتنة، بل نموذج للتكامل المؤسساتي الذي يجب أن يُشجَّع لا أن يُهاجَم.

أما أولئك الذين يعيشون على الهجوم والتشويش ويبحثون عن مكان لهم عبر نشر الفوضى، فعليهم أن يدركوا أن الساكنة أذكى من الوقوع في الفخ، وأن القليعة لن تكون ورقة في يد أحد.

 

فاعل جمعوي بمدينة القليعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى