
في تطور مفاجئ يعكس عمق الأزمة التي يعيشها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليم اشتوكة آيت باها، أعلن أعضاء الكتابة المحلية للحزب بجماعة سيدي بيبي عن استقالتهم الجماعية من جميع الأجهزة التنظيمية، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي.
وجاء في بيان المستقيلين أن قرارهم “يأتي بعد اقتناع راسخ بتراجع الحزب على المستوى الإقليمي، وتفاقم ظروف تنظيمية تضرب في العمق مبادئ الحركة الاتحادية”، معتبرين أن الوضع الراهن “لا ينسجم مع تاريخ الحزب النضالي ورمزيته الوطنية”.
وانتقد الأعضاء المستقيلون ما وصفوه بـ“تبخيس العمل الحزبي والسياسي بالإقليم”، مؤكدين أن الطريقة التي تم بها تدبير المؤتمر الإقليمي الثالث للحزب كشفت عن غياب الديمقراطية الداخلية وتراجع قيم الحوار والإنصات، التي شكلت على الدوام جوهر المشروع الاتحادي.
كما أشار البيان إلى أن “الممارسات الحالية تكرس الإقصاء وتغيب الكفاءات، ما أدى إلى نفور العديد من المناضلين الحقيقيين وتراجع إشعاع الحزب محليًا”.
وأكد الأعضاء أن استقالتهم نهائية ولا رجعة فيها ابتداء من تاريخ توقيع البيان، معلنين في الوقت ذاته انفتاحهم على “كافة القوى الحية الغيورة على مصلحة سيدي بيبي، الساعية إلى تحقيق التنمية والنهوض بأوضاع ساكنتها”.
هذه الاستقالة الجماعية، التي تأتي في سياق سياسي محلي يعرف احتدام التنافس بين عدد من الفاعلين، تطرح تساؤلات عميقة حول مستقبل حزب الاتحاد الاشتراكي بإقليم اشتوكة آيت باها، وقدرته على استعادة عافيته التنظيمية وإعادة الثقة لقاعدته الحزبية، بعد أن كان أحد الأعمدة الأساسية للمشهد السياسي بالمنطقة.