
هزّت مطالب المحامي عبد العزيز القنفود، من هيئة أكادير، أروقة المشهد السياسي والإداري المحلي، بعد أن راسل وزير الداخلية . مطالبا بتفعيل المادة 65 من القانون التنظيمي رقم 14-113 المتعلق بالجماعات، والتي تُعدّ سيف القانون المُسلط على رقاب المنتخبين المتورطين في تضارب المصالح.
تأتي مبادرة القنفود في سياق تصاعد الحديث عن تفشي ظاهرة استغلال الصفة الانتخابية لتحقيق مصالح شخصية، وهو ما يُعرف قانونياً بـ “تضارب المصالح”. الرسالة لم تقتصر على التذكير بالنص القانوني فحسب، بل أشارت إلى أن القضاء المغربي سبق أن أرسى سوابق قضائية عديدة قضت بـ عزل منتخبين جماعيين، وجاءت هذه القرارات بناءً على طلبات سابقة صادرة عن عمال يمثلون وزارة الداخلية.
المحامي القنفود يعزف على وتر الحساسية القانونية، مُسلطاً الضوء على حالة خاصة بعمالة إنزكان أيت ملول. ففي هذه العمالة، تم توجيه مراسلات رسمية لأعضاء جماعيين في كل من إنزكان وأيت ملول، للمطالبة بتقديم إيضاحات كتابية حول اتهامات تربط مصالحهم الشخصية بمصالح المجالس التي ينتمون إليها.
ومع ذلك، تكمن نقطة الجدل الرئيسية فيما أعقب ذلك. إذ أوضحت مراسلة القنفود أنه رغم ثبوت حالة تضارب المصالح في حق بعضهم، لم يتم اتخاذ قرارات عملية ضدهم. هذا الجمود الإداري يمثل، بحسب المحامي، خطراً يهدد مبدأ سيادة القانون.
شبح “التأويلات” والانتقائية
لقد كان لسان حال المحامي واضحاً: إن استمرار هذا الوضع من شأنه أن يفتح الباب أمام تأويلات قد تفيد بوجود ‘انتقائية’ في تطبيق القانون . هذا التعبير يحمل في طياته تحذيراً شديد اللهجة من المساس بمبادئ المساواة والشفافية، التي تشكل جوهر الحكامة الجيدة والمؤسسات الديمقراطية.
لتدعيم موقفه القانوني وإغلاق الباب أمام أي تبرير للتأخير أو التجاهل، أرفق القنفود رسالته بوثائق حاسمة: نسخ من قرارات صادرة عن محكمة النقض بتاريخ 26 شتنبر 2024. هذه القرارات، وفق ما جاء في المراسلة، تؤكد على ضرورة التطبيق الصارم والعادل لمقتضيات القانون على جميع الحالات المماثلة، دون استثناء.
المادة 65 من القانون التنظيمي للجماعات هي اليوم في قلب العاصفة. وهي لا تستهدف فقط عزل المنتخبين المخالفين، بل تعمل كآلية ردع حاسمة لحماية المال العام والمصداقية المؤسساتية. فهل ستستجيب وزارة الداخلية لنداء المحامي وتفعل هذه المادة ضد “المتورطين” لتجنب اتهامها بـ “الانتقائية”؟ الأيام القادمة ستحمل إجابة هذا السؤال المحوري.