حققت مدينة أكادير، الوجهة السياحية الأولى بجهة سوس ماسة، إنجازا غير مسبوق في تاريخها السياحي بعدما تجاوزت، ولأول مرة، حاجز المليون سائح خلال الأشهر الثمانية الأولى من سنة 2025، في مؤشر واضح على التحول العميق الذي تعرفه عاصمة سوس على مستوى جاذبيتها الدولية.
فقد استقبلت مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة بالمدينة ما مجموعه مليونا و12 ألف وافد مع نهاية غشت الماضي، وفق معطيات رسمية، وهو أداء قياسي يعكس دينامية القطاع وقدرته على استقطاب أسواق متنوعة، خاصة في ظل تراجع السوق الوطنية بنسبة 2.84% مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية.
وبالموازاة مع ذلك، شهدت مؤشرات الليالي السياحية قفزة نوعية، حيث بلغ مجموعها 4 ملايين و307 آلاف ليلة مبيت، ما يعزز جودة الإقامة ويرفع من معدل بقاء السياح بالمدينة، وهو أحد أبرز المعايير المعتمدة عالميا لقياس قوة الوجهات السياحية.
ووفق نفس المعطيات، تصدرت المملكة المتحدة قائمة الأسواق المصدّرة للسياح نحو أكادير بما يفوق 231 ألف وافد، تليها السوق الفرنسية بـ 187 ألف سائح، إلى جانب السوق الوطنية التي تظل ركيزة أساسية رغم تراجعها الطفيف.
السلطة الولائية في قلب التحول
ويرى مهنيون أن هذه النتائج لم تكن لتتحقق لولا المجهودات المبذولة على مستوى البنية التحتية والربط الجوي والترويج السياحي. وفي هذا السياق، يبرز الدور المحوري للسلطة الولائية تحت رئاسة السيد سعيد امزازي والي الجهة، الذي يتابع عن كثب مختلف أوراش التنمية المحلية ويواكب ملفات الشأن السياحي في تلازم مع باقي القطاعات.
فقد ساهمت التوجيهات والمتابعة الميدانية للوالي في دفع مشاريع برنامج “أكادير الكبير” إلى الأمام، مع الحرص على تحسين الفضاءات العمومية، وتطوير البنيات التحتية الطرقية، وتعزيز الأمن والنظافة والإنارة، حتى ترقى المدينة إلى مواصفات كبريات الحواضر العالمية في السياحة. كما أن التنسيق المستمر مع المجلس الجهوي والمنتخبين ومهنيي القطاع، أسهم في بلورة رؤية شمولية تجعل من أكادير واجهة حقيقية للمغرب السياحي.
آفاق جديدة نحو 2030
ويراهن الفاعلون المحليون على استدامة هذا الأداء عبر فتح أسواق جديدة كألمانيا وإسبانيا، فضلا عن تحفيز السياحة الداخلية عبر عروض موجهة للأسر والشباب. ويؤكد خبراء أن بلوغ مليون سائح و4.3 مليون ليلة مبيت قبل نهاية السنة، يفتح الباب أمام إمكانية تسجيل رقم قياسي تاريخي مع حلول دجنبر 2025، مما سيعزز مكانة أكادير كأحد الأعمدة المحورية للاستراتيجية السياحية الوطنية “رؤية 2030”.
