
عقد المكتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية اجتماعه العادي يوم الأحد 24 غشت 2025، برئاسة الكاتب الوطني عادل الصغير، حيث استهل اللقاء بالحديث عن الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه إخواننا في قطاع غزة، جراء الحصار والإبادة الجماعية التي يفرضها الكيان الصهيوني، وسط صمت دولي مريع.
وخلال الاجتماع، ناقشت الشبيبة الوضع السياسي والاجتماعي الوطني، معتبرة أن الانكشاف المتواصل للفضائح واختلالات نخبة 8 شتنبر 2021 يزيد من مسؤوليتها في الدفاع عن مصالح الشباب والمواطنين، والعمل على تعزيز المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية.
مواقف الشبيبة تجاه الشأن الوطني
أعرب المكتب الوطني عن رفضه التام للمقاربة الحكومية التي تقضي بحرمان نحو 650 ألف طالب من التغطية الصحية، مؤكدًا أن فشل الحكومة في ملفات حيوية مثل التشغيل والتعليم والصحة انعكس بشكل واضح على مؤشرات البطالة وتدني مستوى الخدمات. كما استنكرت الشبيبة التلاعب بالسلم الاجتماعي والمصالح العامة لأغراض انتخابية، مع الإشارة إلى أزمة النقل العمومي والدراجات النارية التي تُستخدم كوسيلة لتوليد فرص الشغل.
وشددت الشبيبة على أن الحل يبدأ بوجود إرادة جماعية حقيقية لترسيخ مصداقية الاختيار الديمقراطي، عبر توفير انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، وإشراك الشباب في العملية السياسية، بما يعزز الثقة في المؤسسات ويقطع مع نموذج نخبة 8 شتنبر.
كما حذرت الشبيبة من استغلال البيانات الإلكترونية الخاصة بالمواطنين، داعية اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات الشخصية إلى اليقظة التامة.
القضية الوطنية والإقليمية
على صعيد الصحراء المغربية، أشادت الشبيبة بالدعم الدولي المتزايد لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، مؤكدة حرص جلالة الملك على حل النزاع بطريقة لا غالب فيها ولا مغلوب، وتعزيز التعاون والحوار مع الأشقاء الجزائريين.
فيما يخص فلسطين، أعربت الشبيبة عن وقوفها مع الشعب الفلسطيني في غزة، مدافعة عن حقوقه ومستنكرة الانتهاكات الصهيونية المستمرة، ورفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، مع التأكيد على دعم المبادرات الإنسانية والمساعدات الملكية المقدمة للشعب الفلسطيني.
نشاط الشبيبة وبرامجها المستقبلية
على مستوى العمل الشبيبي، أعلنت الشبيبة عن تنظيم ملتقى الهيئات المجالية يوم 30 غشت 2025، بمشاركة الأمين العام للحزب عبد الإله ابن كيران، إضافة إلى الملتقى الوطني التاسع عشر للشبيبة المزمع عقده بين 17 و21 شتنبر 2025، والذي سيركز على تعزيز المشاركة السياسية للشباب، بالشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل.
ودعت الشبيبة كافة مناضليها ومناضلاتها إلى التعبئة الجماعية للاضطلاع بالدور المطلوب في تأطير الشباب والدفاع عن مصالحه وتعزيز التواصل المستمر معه، بما يسهم في بناء جيل سياسي نشط وواعٍ بمسؤولياته الوطنية.
نص البيان:
شبيبة العدالة والتنمية
المكتب الوطني
بـــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــان
انعقد بفضل الله ومنته الاجتماع العادي للمكتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، برئاسة الكاتب الوطني، الأخ عادل الصغير، يوم الأحد 30 صفر 1447 الموافق لـ 24 غشت 2025، والذي استهل الاجتماع بكلمة ذكّر فيها بما يعانيه إخواننا في قطاع غزة من إبادة جماعية وتجويع وحصار من قبل الكيان الصهيوني المجرم ضدا على كل المواثيق والقوانين الدولية والإنسانية وأمام صمت مخزٍ من العالم أجمع.
كما تطرق الأخ الكاتب الوطني للوضع السياسي والاجتماعي على المستوى الوطني لاسيما ما يتعلق بالانكشاف المستمر لفضائح واختلالات نخبة الثامن من شتنبر 2021، التي تتفجر يوما بعد يوم، مُعتبراً أن هذا يضاعف المسؤولية الملقاة على عاتق شبيبة العدالة والتنمية، في القيام بالواجب تجاه وطننا ومواطنينا وخاصة الشباب.
وبعد نقاش مستفيض ومفيد، يعلن المكتب الوطني للشبيبة عن المواقف التالية:
على مستوى الشأن السياسي الوطني:
* تجديد رفضه الشديد للمقاربة المعتمدة من قبل الحكومة والتي تصر على الإجهاز على كافة الحقوق المكتسبة في المجال الاجتماعي، وآخرها سعيها لحرمان حوالي 650.000 ألف طالب وطالبة الذين كانوا يستفيدون من التغطية الصحية بمقتضى القانون رقم 116.12 المتعلق بنظام التأمين الإجباري الأساسي عن المرض الخاص بالطلبة منذ سنة 2018.
* تأكيده على أن المعطيات المتراكمة على أرض الواقع تبين الفشل متعدد الأبعاد للحكومة في الوفاء بالتزاماتها تجاه المواطنات والمواطنين وخاصة الشباب، لاسيما في ملفات حيوية كالتشغيل والتعليم والصحة، وهو ما تتوالى حوله المؤشرات والأرقام، حيث بلغت البطالة رقما لم يسجله المغرب منذ سنوات، مع العجز البين في إيجاد حلول بديلة ناجعة، كما تذيل المغرب في عهدها مؤشر التعليم والرعاية الصحية.
* استنكاره حالة التلاعب بالسلم الاجتماعي والتلاعب بمصالح ولقمة عيش بعض فئات المجتمع لأغراض انتخابية، واعتباره أن الطريقة التي تعاملت بها الحكومة مع إشكالية مالكي الدراجات النارية يشكل تجل من تجليات الفشل الذريع والارتباك الواضح في تدبير الشأن العام، لاسيما وأنها لم تأخذ بعين الاعتبار مسؤوليتها الحصرية في إدخال هذه الدراجات النارية للسوق، فضلا عن عجزها على معالجة إشكاليات النقل العمومي وإيجاد فرص الشغل التي أصبحت هذه الدراجات النارية أحد الوسائل المعتمدة في خلقها.
* تأكيده على أن أزمة الكفاءة والإنجاز وأزمة التواصل التي تطبع عمل هذه الحكومة والجماعات الترابية التي تدبرها أحزابها، وتورط أبرز وجوهها وعلى رأسهم قائدها في براثين الريع وتضارب المصالح واستغلال النفوذ والتهرب الضريبي، إضافة إلى ملفات الفساد التي أزكمت الأنوف سواء على مستوى البرلمان أو الجماعات الترابية، كلها فرع عن أزمة المشروعية الانتخابية، التي بدأت تتكشف خيوطها شيئا فشيئا وبشكل فاضح على كل المستويات.
* تأكيده على أن مسار تخليق الحياة السياسية ببلادنا وحل أزمة الكفاءة والنزاهة التي تتخبط فيها المؤسسات المنتخبة اليوم، يبدأ بوجود إرادة جماعية حقيقة وناجزة على الأرض، وبترسيخ مصداقية الاختيار الديمقراطي، عبر توفير شروط وأجواء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة يتنافس فيها مرشحون أكفاء، بما يكرس الثقة في المؤسسات ويسهم في تعزيز المشاركة السياسية لاسيما في صفوف الشباب، ويقطع مع نموذج نخب الثامن من شتنبر ومن على شاكلتهم.
* دعوته الشباب المغربي إلى المزيد من اليقظة، والوعي بالمرحلة، وبخطورة المخططات التي تحاول تيئيسه من العملية السياسية ومن المسار الإصلاحي، وتسعى لإبعاده عن الاهتمام بالشأن العام وعن أداء أدواره الفاعلة في الحياة السياسية والانتخابية الوطنية.
* تحذيره الشديد -وبناء على معطيات تروج في أوساط شبابية حزبية- من الاستغلال السياسي والانتخابي للمعطيات الإلكترونية الخاصة بالمواطنين عموما والشباب على وجه الخصوص والمتحصل عليها عبر البرامج الحكومية والمبادرات التي تطلقها بعض أحزاب الحكومة، ودعوته اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي إلى تحمل مسؤوليتها واليقظة التامة بخصوص هذا الموضوع.
قضية الصحراء المغربية:
* إشادته العالية بما حققته بلادنا من دعم دولي متصاعد لقضية وحدتنا الترابية وتكريس سيادة المغرب على صحرائه في إطار المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وهي المكتسبات التي تحققت بعد فضل الله، بفضل السياسة الحكيمة لجلالة الملك والتعبئة والإجماع الوطني للشعب المغربي ولمختلف القوى الوطنية الحية، وفي هذا الإطار نثمن المقاربة الملكية الأخوية والجامعة وحرص جلالته على إيجاد حل لا غالب فيه ولا مغلوب لهذا النزاع المفتعل.
* اعتزازه بالإرادة والإصرار المستمرين الذي يعبر عنه جلالة الملك من خلال مد يد الحوار والتعاون مع الأشقاء الجزائريين، باعتبار ما يربطهم مع الشعب المغربي من أواصر الدين واللغة، ومن علاقات إنسانية وتاريخية عريقة، ومن حتمية الجغرافيا والمصير المشترك، قاطعا بذلك الطريق على كل محاولات الذباب الإلكتروني المتصهين الذي يحاول استغلال حماقات النظام الجزائري وتحرشاته بوحدة المغرب من أجل التلاعب بالرأي العام المغربي وشبابه خاصة، في محاولة بئيسة لاستبدال العداوة الثابتة مع الكيان الصهيوني المجرم بعداوة مصطنعة مع الشعب الجزائري الشقيق.
قضية فلسطين الأبية:
* يقف المكتب الوطني وقفة إجلال وإكبار لأهلنا الصامدين في غزة العزة متشبتين بأرضهم ووطنهم رغم الحصار والتجويع والتطهير العرقي والإبادة الجماعية التي يتعرضون لها، ورغم مرارة الخذلان التي يتجرعونها يوميا، ويحيّي عالياً المقاومة الباسلة التي رغم كل الظروف الصعبة واختلال موازين القوى مازالت تكشف للعالم عجز وضعف ووهن هذا الكيان الاستعماري الإرهابي، وصمود أهل الحق والأرض، وتفضح وحشيته ودوسه على المواثيق والقوانين الدولية؛
* تنديده باستهداف الكيان الغاصب للصحافيات والصحافيين في قطاع غزة، والتي كان آخرها استهداف الصحفيين والطواقم الطبية في مستشفى ناصر الطبي، في استهداف مستمر للحقيقة وللأعين والأصوات التي تنقل للعالم جرائمه النازية في قطاع غزة؛
* تجديد موقفه الثابت والراسخ الرافض لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم، وهي مناسبة ندعو فيها دولتنا وكل الدول العربية والإسلامية إلى قطع كل العلاقات مع هذا الكيان المجرم، لا سيما وأن كل علاقة مع هذا الكيان الوحشي تشجعه أكثر على الاستمرار في جرائمه دون أدنى مراعاة لأي موثق قانوني أو إنساني؛
* تحيته العالية لكل الفعاليات الداعمة والمساندة للشعب الفلسطيني على المستوى الوطني والعالمي والتي تظهر الرفض والاستنكار المستمر لكل الشعوب والقوى الحية، والتي أبدعت أشكال جديدة في التضامن والمساندة عبر قوافل كسر الحصار على الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، وبهذه المناسبة ندعو بلادنا إلى جعل الموانئ المغربية من ضمن نقط انطلاق مثل هذه المبادرات الإنسانية، وتيسير العمل على تنظيمها دعما وإسنادا للشعب الفلسطيني الأعزل بقطاع غزة.
* إشادته الكبيرة بالمبادرة الملكية الكريمة تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق وساكنة قطاع غزة، والتي تضمنت إرسال مساعدات طبية وغذائية.
على مستوى العمل الشبيبي:
* إعلانه عن تنظيم ملتقى الهيئات المجالية بحضور جميع أعضاء الهيئات المجالية للشبيبة يوم السبت 30 غشت 2025 بشكل نصف حضوري، بحضور الأخ الأمين العام للحزب الأستاذ عبد الإله ابن كيران.
* إعلانه عن تنظيم الملتقى الوطني التاسع عشر لشبيبة العدالة والتنمية في الفترة ما بين 17 و21 شتنبر 2025، الذي سيخصص لموضوع تعزيز المشاركة السياسية للشباب، وذلك في إطار الشراكة التي تجمع الهيئة الوطنية للشباب والديمقراطية ووزارة الشباب والثقافة والتواصل في إطار الجامعات الصيفية للشباب.
* دعوته كافة مناضلي ومناضلات الشبيبة بكافة التراب الوطني إلى التعبئة الجماعية من أجل الاضطلاع بالأدوار والوظائف المطلوبة من أجل تأطير الشباب المغربي والدفاع عن مصالحه والتواصل المستمر معه.
الرباط، الثلاثاء 02 ربيع الأول 1447هـ الموافق لـ 26 غشت 2025م
الإمضاء
الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية
عادل الصغير