
بمناسبة تخليد الذكرى السادسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين، شهد إقليم اشتوكة آيت باها يوم الإثنين 28 يوليوز 2025، دينامية تنموية غير مسبوقة، تمثلت في تدشين وإعطاء انطلاقة عدد من المشاريع الحيوية التي تهم دعم البنيات التحتية، وتعزيز العرض الصحي، وخلق فضاءات ثقافية وترفيهية، تحت إشراف عامل الإقليم، السيد محمد سالم الصبتي، رفقة وفد رسمي هام.
بيوكرى… تأهيل ثقافي وتنمية حضرية شاملة
وفي الجماعة الترابية لبيوكرى، أعطى السيد العامل انطلاقة برنامج الاحتفالات عبر تدشين المركب الثقافي الرايس سعيد أشتوك، بعد تأهيله بغلاف مالي قدره 5,3 مليون درهم، بتمويل من وزارة الثقافة. ويضم المشروع قاعة عروض فنية ومسرحية بطاقة استيعابية تبلغ 260 مقعداً، ومكتبة، وقاعة متعددة الوسائط، مما يجعله فضاءً مؤهلاً لاحتضان الأنشطة الثقافية في أفضل الظروف.
كما تم تقديم برنامج التأهيل الحضري لمدينة بيوكرى للفترة الممتدة من 2024 إلى 2027، والذي رُصد له غلاف مالي ضخم يفوق 287 مليون درهم، بتمويل مشترك بين وزارة الداخلية، وزارة إعداد التراب الوطني، مجلس جهة سوس ماسة، والجماعة الترابية لبيوكرى. ويروم البرنامج تعزيز الإنارة العمومية، تهيئة الشوارع والأرصفة، إنشاء ساحات عمومية ومناطق خضراء، في خطوة تهدف إلى تحسين جودة الحياة وجمالية المدينة.
وفي نفس الإطار، تم تسليم عدد من الآليات والشاحنات لفائدة جماعة بيوكرى، بغرض الرفع من قدراتها اللوجستية في تدبير المرافق العمومية، بكلفة إجمالية بلغت 5,14 مليون درهم، بتمويل من وزارة الداخلية.
ولتعزيز الخدمات الإدارية وتقريبها من المواطنين، تم وضع الحجر الأساس لبناء مقر جماعة بيوكرى الجديد، بغلاف مالي يقدر بـ 13 مليون درهم، ما يعكس الرغبة في تحسين شروط استقبال المرتفقين والرفع من جودة الخدمات المقدمة.
واد الصفاء… خدمات صحية أقرب إلى المواطن
وبجماعة واد الصفاء، أشرف السيد العامل على تدشين مركز صحي قروي وسكنين وظيفيين، تم إنجازه في إطار برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، وبتمويل من صندوق التنمية القروية والمناطق الجبلية، بغلاف مالي قدره 2,1 مليون درهم. وسيمكن هذا المرفق من تحسين الولوج إلى الخدمات الصحية الأساسية لفائدة ساكنة دواري أيت واكمار وأدوز أوسعود، وتدارك الخصاص المسجل في القطاع الصحي بالمناطق القروية.
أيت باها… مسبح جماعي بمواصفات عصرية
أما في الجماعة الترابية لأيت باها، فتم إعطاء انطلاقة مشروع نوعي يتمثل في بناء الشطر الأول من المسبح الجماعي، على مساحة 1850 متر مربع، بكلفة تقدر بـ 4,144 مليون درهم، بتمويل من الجماعة الترابية. ويضم المشروع مسبحين (للكبار والصغار)، ومرافق إدارية وصحية، ومحلات للتجهيزات التقنية وخزاناً مائياً، مما يجعله متنفساً رياضياً وترفيهياً لفائدة شباب وسكان المنطقة، ويغنيهم عن التنقل إلى المدن الساحلية خلال فصل الصيف.
تنمية متكاملة في خدمة المواطن
تشكل هذه المشاريع التنموية تجسيداً عملياً للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تحسين مؤشرات التنمية، وتقليص الفوارق المجالية، وتعزيز العدالة المجالية والاجتماعية.
ويؤكد عامل الإقليم، من خلال إشرافه الشخصي على هذه التدشينات، حرص السلطات الإقليمية على بلورة مشاريع ذات أثر مباشر على المواطن، انسجاماً مع الرؤية الملكية التي تعتبر الإنسان محور التنمية.
وكما يقول المثل: “الرجال مواقف، والتنمية أفعال لا أقوال”، فإن ما تحقق بإقليم اشتوكة آيت باها هو عنوان واضح على أن الإرادة السياسية الجادة والتدبير المحلي المسؤول كفيلان بتحقيق تطور حقيقي يخدم مصالح الساكنة، ويجعل من الأقاليم الصاعدة رافعة أساسية لنموذج تنموي متجدد.