حي المزار بأيت ملول خارج “مسار الإنجازات”.. الإنارة العمومية تتعثر والساكنة تشتكي “عقابًا جماعيًا”

في الوقت الذي يُشيد فيه رئيس جماعة أيت ملول بحصيلته في اللقاء الجهوي الرابع لـ”مسار الإنجازات”، وتُنشر تدوينات رسمية تتحدث عن مشاريع كبرى وتخطيط استراتيجي وتنمية مستدامة، يعيش حي المزار، وتحديدًا منطقة أكبار، واقعًا مختلفًا تمامًا يختصره بعض السكان بعبارة: “الإنجازات حبر على ورق… ونحن في الظلام الدامس!”

فبتاريخ 17 يونيو 2025، شرعت مصلحة الإنارة العمومية في تركيب ثلاث مصابيح ضوئية بحي أكبار، على الأعمدة رقم 700، 1974 و5068. غير أن هذه المبادرة سرعان ما توقفت بشكل مفاجئ، دون أي تبرير رسمي، حيث لم يتم تركيب أي مصباح خلال الأيام التالية (من 18 إلى 23 يونيو)، رغم الحاجة الملحة للإنارة، في منطقة تعاني منذ سنوات من التهميش وضعف البنيات الأساسية.

واللافت، حسب ما استقته الجريدة من مصادر محلية، أن السلطات المحلية حاولت التواصل مرارًا مع المسؤولين عن مصلحة الإنارة بالجماعة دون تلقي أي رد، مما زاد من توتر الوضع، وفتح باب التأويلات والاتهامات وسط الساكنة، التي ربطت هذا التعثر بما وصفته بـ”الحسابات السياسية الضيقة”، خاصة أن الحي لم يصوت تقليديًا لفائدة الحزب الأغلبي داخل المجلس.

وفي الوقت الذي تصف فيه الجماعة حصيلتها بـ”غير المسبوقة” في مجالات الطرق، البنية التحتية، النقل المدرسي، والمشاريع الاجتماعية، تسجل ساكنة أكبار تناقضًا صارخًا بين الخطاب والواقع، حيث لا طرق مهيئة، ولا مساحات خضراء، ولا مرافق للطفولة، ولا أدنى شروط العيش الكريم.

وجاء في إحدى تدوينات السكان:

“تعليمات السلطة الإقليمية والمحلية يضرب بها رئيس الجماعة عرض الحائط… كاين الضلام الدامس، الشوارع محفرة، وزين خانقنا بروائحه، والدراري ما عندهم فين يلعبو!”

بل إن البعض يرى أن هذه السياسة “الانتقائية” في برمجة المشاريع، تمثل شكلاً من العقاب الجماعي، ومحاولة لتصفية حسابات انتخابية على حساب حق الساكنة في التنمية، متسائلين:

“عن أي تحول يتحدث الرئيس وهو يهمّش أحياءً كاملة؟”

ويُجمع عدد من الفاعلين المحليين، في تصريحات متفرقة، على أن تجاهل تعليمات عامل إقليم إنزكان أيت ملول فيما يخص الإنارة وتهيئة الأحياء المهمشة، يمثل تجاوزًا للمسؤولية الجماعية، ويؤكد غياب الإرادة السياسية لتحقيق العدالة المجالية.

وفي الوقت الذي ما تزال فيه ساكنة المزار تنتظر المصابيح، والطرق، والمرافق، يستمر المجلس الجماعي في سرد إنجازات لا يراها المواطن البسيط إلا على صفحات الفيسبوك، وسط تساؤلات مشروعة: هل التنمية أصبحت امتيازًا للموالين فقط؟ وهل “مسار الإنجازات” يستثني الأحياء التي تغرد خارج سرب الحزب؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى