وضع غامض يلف جمعية آباء وأولياء تلاميذ إعدادية ابن بطوطة بأيت ملول

يثار جدل واسع داخل أوساط آباء وأولياء أمور تلاميذ إعدادية ابن بطوطة بأيت ملول حول وضعية الجمعية التي يفترض أن تمثلهم خير تمثيل، في ظل معطيات متداولة تتعلق بغياب الشفافية في التسيير، وغموض يشوب المسار التنظيمي والمالي للجمعية خلال السنوات الأخيرة.
فبحسب ما أفاد به عدد من أولياء الأمور الذين تم التواصل معهم، فإنهم لم يتوصلوا بأي دعوة لحضور أي جمع عام، سواء خلال سنة 2023 أو في الفترة الأخيرة، كما لم يلاحظ تعليق أي إعلان رسمي بالمؤسسة يخبر بانعقاد جمع عام استثنائي أو تجديد للمكتب. ويأتي هذا في وقت تشير فيه مصادر متطابقة إلى أن جمعين اثنين تم عقدهما في تاريخين مختلفين (25 فبراير 2023 و9 فبراير 2025)، دون إشراك فعلي للأسر أو إشعار الإدارة التربوية بشكل رسمي، وهو ما يتعارض مع مبدأ الشفافية وحق المشاركة الذي يكفله الإطار القانوني المنظم لعمل جمعيات الآباء داخل المؤسسات التعليمية.
ويبدو أن هذا الوضع ليس جديدا، بل امتد لسنوات، حيث لم يتم عرض أي تقرير أدبي أو مالي خلال ثلاثة مواسم دراسية متتالية، ما يطرح تساؤلات جدية حول طريقة تدبير الموارد المالية للجمعية، التي تستخلص من التلاميذ سنويا. وقد قدرت مداخيل الموسمين الدراسيين الأخيرين بـما مجموعه 139 ألف درهم تقريبا، دون أن يقدم ما يوضح طرق صرفها أو أوجه صرفها، في غياب تقارير مفصلة أو محاضر رسمية. كما تفيد مصادر مطلعة أن الجمعية لا تتوفر إلى حدود الساعة على حساب بنكي معروف، ما يعمق الغموض بشأن كيفية تدبير الموارد المتأتية من الأسر.
ومن جهة أخرى، سجل آباء وأولياء الأمور غياب أي تواصل رسمي من طرف المكتب الحالي للجمعية، سواء من خلال محاضر أو مراسلات دورية، أو حتى مجرد لوائح توضح أعضاء المكتب وهياكله، وهو ما أفرز حالة من انعدام الثقة بين جزء كبير من الأسر والجمعية، التي يفترض أن تكون صلة وصل بين المؤسسة التعليمية ومحيطها الأسري والاجتماعي.
هذا الوضع، الذي يتعارض مع مضامين دليل الحياة المدرسية الصادر عن وزارة التربية الوطنية، وخاصة المادة 58 التي تنص بوضوح على ضرورة تجديد الهياكل بطريقة ديمقراطية وشفافة، دفع عددا من أولياء الأمور إلى مطالبة الجهات المختصة، وعلى رأسها المديرية الإقليمية للتعليم بإنزكان، بالتدخل العاجل من أجل التحقق من صحة ما يروج، وضمان احترام القوانين والمساطر المؤطرة لعمل هذه الجمعية، صيانة للمصلحة التربوية للتلاميذ، ولحسن سير المؤسسة العمومية.
وفي انتظار توضيح رسمي من إدارة المؤسسة أو من المكتب المسير للجمعية، تبقى التساؤلات مشروعة، والإجابة عنها ضرورية لإعادة الثقة بين الأسر والمؤسسة، ولتأمين أدوار جمعية الآباء باعتبارها شريكا في العمل التربوي وليس مجرد هيئة صورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى