بينما يستعد المغرب لتعزيز مكانته كوجهة سياحية عالمية واستضافة تظاهرات رياضية كبرى مثل كأس الأمم الأفريقية وكأس العالم 2030، تشهد منطقة تغازوت، شمال أكادير، وضعًا مأساويًا يثير تساؤلات جدية حول واقع التهيئة الحضرية والخدمات العمومية في إحدى أبرز المحطات السياحية بسوس. صورة براقة... وواقع صادم تلقينا شكاوى عديدة من سكان أكادير وزوار تغازوت تفيد بأن الواقع اليومي بالمنطقة يتناقض تمامًا مع الصورة التي تروجها الحملات الدعائية. اختلالات عميقة على المستويين البيئي والخدماتي تُسيء إلى جاذبية المكان وتهدد بإفراغه من مضمونه السياحي. نفايات وحفر... عند مدخل "الوجهة العالمية" تنتشر النفايات والأزبال بشكل فاضح في الأزقة والشوارع دون أي تدخل جاد من الجهات المعنية. كما تعاني مداخل ومخارج تغازوت من غياب التهيئة، مما يترك انطباعًا سلبيًا لدى الزوار منذ اللحظة الأولى. يُجمع المواطنون على أن ما يعيشه الفضاء العام في تغازوت يُعد إهمالًا واضحًا، يُفقد المنطقة بريقها كوجهة شاطئية وسياحية عالمية. محلات عشوائية وخطر صحي محدق من أبرز المخاوف التي تضمنتها الشكاوى هي الانتشار العشوائي لمحلات بيع الأطعمة والمشروبات، التي تفتقر -حسب ما عاينه الزوار- لأبسط شروط النظافة والسلامة الصحية. هذا الوضع قد يُعرض المواطنين والسياح على حد سواء لأخطار التسمم أو العدوى. النقل العمومي... معاناة تتجدد كل نهاية أسبوع الوضع الكارثي لخدمات النقل العمومي يشكل تحديًا آخر، حيث يعاني المواطنون من قلة الحافلات وتأخرها بشكل كبير، خاصة خلال عطلات نهاية الأسبوع. يُجبر الكثيرون على الانتظار لساعات طويلة في غياب أي تواصل أو احترام للجدولة الزمنية. يشتكي الزوار أيضًا من جشع بعض سائقي سيارات الأجرة الذين لا يلتزمون بالتسعيرة الرسمية، حيث ترتفع الأجرة من 10 دراهم إلى 20 و25 درهم، ويتم تطبيق تعريفة النقل الليلي في أوقات النهار، بل ويختفي بعض السائقين من المحطة بعد الزوال بشكل غير قانوني. دعوة عاجلة إلى تدخل الجهات الوصية يحذر الموقعون على الشكوى من أن استمرار هذا التدهور قد يُفقد تغازوت مكانتها السياحية، مطالبين بتدخل فوري من السلطات المحلية والجهات الوصية على قطاعي السياحة والجماعات الترابية، لإعادة الاعتبار للمنطقة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان. كما وجه المواطنون دعوة مفتوحة للصحفيين والمهتمين بالشأن المحلي للحضور ميدانيًا لمعاينة "المظاهر المؤسفة" التي تمس كرامة الساكنة والزوار، خصوصًا على مستوى النقل والنظافة والمرافق العمومية. تغازوت، التي كانت تُعرف بجوهرة الأطلسي ومركز جذب عشاق البحر وركوب الأمواج، تقف اليوم أمام مفترق طرق حاسم. فإما أن تتحمل الجهات المسؤولة مسؤولياتها وتُعيد الاعتبار لهذه الوجهة، أو تُسجَّل كحالة فشل أخرى في سجل السياحة الوطنية، في وقت لا يحتمل فيه المغرب أي نكسة جديدة في طريقه نحو العالمية. هل ستتحرك الجهات المعنية لإنقاذ تغازوت قبل أن تفقد بريقها نهائيًا؟