في إطار الدينامية التنموية المستمرة التي تشهدها جماعة القليعة، وتفعيلاً لمقاربة تشاركية تهدف إلى الارتقاء بجودة الحياة وتعزيز البنية التحتية المحلية، استضافت عمالة إنزكان أيت ملول اجتماعًا رسميًا تُوّج بتوقيع اتفاقية شراكة استراتيجية طموحة. تهدف هذه الاتفاقية إلى تهيئة شاملة لمقبرة المزار والمناطق المحيطة بها، وتحويل الأراضي المجاورة إلى فضاءات رياضية وترفيهية متكاملة تلبي احتياجات الساكنة المتزايدة.
وقد حضر مراسم التوقيع عامل الإقليم السيد إسماعيل أبو الحقوق، ومدير ديوانه، ورئيس جماعة القليعة السيد محمد بكيز، بالإضافة إلى مديري الوكالة الحضرية والوكالة الوطنية للمياه والغابات، وممثلين عن المجتمع المدني والسلطات المحلية. هذا الحضور الوازن يعكس الأهمية القصوى التي توليها مختلف الجهات لهذا المشروع الحيوي الذي يندرج ضمن جهود التنمية المستدامة بالجماعة.
تتضمن هذه المبادرة الرائدة إنجاز ملعبين كبيرين لكرة القدم بعشب اصطناعي عالي الجودة، من بينهما ملعب سيدي بوزيد الذي سيتم تطويره وتحديثه. كما سيتم إنشاء أربعة ملاعب للقرب مجهزة بالكامل لاستقبال الأنشطة الرياضية المتنوعة لفئة الشباب والأطفال. بالإضافة إلى ذلك، يشمل المشروع تجهيز مصلى لائق ومقبرة منظمة وفق المعايير الحديثة، مع تخصيص موقف للسيارات أمام واجهة المقبرة لتسهيل الوصول. ولإضفاء لمسة جمالية وبيئية، سيتم إنشاء حدائق ومساحات خضراء تساهم في توفير متنفس طبيعي للساكنة وتحسين المشهد الحضري.
يهدف هذا المشروع الطموح إلى توفير فضاءات رياضية وترفيهية حديثة ومتكاملة لسكان المنطقة، مما يستجيب للحاجة الملحة لمثل هذه المرافق في ظل التوسع العمراني المتسارع الذي تشهده الجماعة. كما يسعى إلى تعزيز التماسك الاجتماعي وتوفير بيئة جاذبة للشباب والأطفال وتشجيعهم على ممارسة الأنشطة البدنية.
وقد أشاد رئيس جمعية “أزوران” بالدعم الكبير الذي حظي به المشروع من مختلف الفاعلين، وعلى رأسهم عامل الإقليم، مثمنًا التعاون الوثيق والبناء بين فعاليات المجتمع المدني والسلطات المحلية. وأكد أن هذا التعاون المثمر كان له الدور الحاسم في تحويل هذا المشروع التنموي الهام إلى واقع ملموس.
يعكس هذا المشروع التوجه الاستراتيجي الجديد الذي تتبناه جماعة القليعة في مجال التخطيط الحضري، والذي يرتكز على استثمار أمثل للفضاءات غير المستغلة وتحويلها إلى مشاريع ذات أبعاد اجتماعية وبيئية مستدامة. وتأتي هذه المبادرة لتلبية احتياجات المواطنين وتجسيد تطلعاتهم المشروعة نحو فضاءات عيش عصرية ومرافق عمومية ذات جودة عالية.
وقد عبر عدد كبير من سكان المنطقة عن ارتياحهم العميق لهذا الإنجاز الهام، مشيدين بالجهود الدؤوبة التي بذلتها جمعية “أزوران” في الدفاع عن هذا المشروع لسنوات طويلة. كما أعربوا عن أملهم في أن يكون هذا المشروع باكورة لمبادرات تنموية أخرى تلامس الأولويات المعيشية للساكنة وتساهم في تحقيق رفاهيتها وتقدمها.
A.Bout
