
شهد ملعب الحي الجديد بأزرو أيت ملول، مساء الأحد 6 أبريل 2024، تنظيم المباراة النهائية لدوري كرة القدم، الذي نظمته جمعية المواطنة والتسامح للأعمال الاجتماعية والثقافية بشراكة مع جمعية شباب أزرو لكرة القدم الشاطئية، وسط أجواء احتفالية جمعت بين المتعة الرياضية والعروض الفنية، واستقطبت جمهورًا واسعًا من مختلف أحياء المدينة.
لكن ما بدأ كتظاهرة رياضية خالصة، سرعان ما تحول إلى منصة احتجاجية صريحة، استغلها شباب الحي للتعبير عن سخطهم المتزايد إزاء وضعية التهميش التي يقولون إنها تطبع حياتهم اليومية.
فوسط التصفيق والأهازيج، صدحت أصواتهم بشعارات قوية مثل:
“كل أزرو حفرتموها، ثم الماء قطعتموه” و**”5 سنوات = 0 إنجاز”**، في رسالة واضحة لجهات مسؤولة يرون أنها فشلت في الاستجابة لمطالبهم الأساسية.
شباب أزرو يحملون المجلس الجماعي المسؤولية
وفي مقدمة الاتهامات، وجه شباب المنطقة أصابع المسؤولية إلى المجلس الجماعي لأيت ملول، محملين إياه المسؤولية السياسية عن الوضع المتردي، خاصة تعثر المشاريع الرياضية، وسوء التواصل مع الساكنة، وغياب أي رؤية واضحة تلبي تطلعات الشباب المحلي، الذي يبحث عن متنفسات رياضية وثقافية تحفظ كرامته وتفتح أمامه آفاقًا حقيقية.
بين الرياضة والاحتجاج: أزرو تنبض بالحياة والمطالب
ورغم الطابع الاحتجاجي، لم يخلُ الحدث من رسائل إيجابية، إذ عبر المشاركون والمنظمون عن تشبثهم بقيم المواطنة والتسامح، مؤكدين أن تحركاتهم نابعة من غيرة حقيقية على أحيائهم، ورغبة في رؤية تنمية عادلة تشمل الجميع، في مدينة تتوفر على الإمكانيات، لكن ينقصها – بحسب تعبيرهم – الإنصات الفعلي والإرادة السياسية الصادقة.
يُذكر أن هذه الاحتجاجات تتزامن مع تنامي الأصوات الشبابية المطالبة بإعادة النظر في السياسات المحلية المرتبطة بالتجهيزات الأساسية والبنيات التحتية، خصوصًا في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية كحي أزرو.
وبين الحماس الرياضي والتوتر الاجتماعي، وجّه الحدث رسالة بليغة: الشباب ليسوا مجرد جمهور للملاعب، بل فاعلون ينتظرون الاعتراف والمشاركة في صياغة حاضرهم ومستقبلهم.