الرأي24/ع الله بانزيد
في إطار أنشطتها الاحتفالية بذاكرة مدينة إنزكان، التي تشتغل على تثمين رصيدها الثقافي وهويتها الأصيلة، ينظم مركز وادي سوس بإنزكان بمناسبة رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2975 نشاطا ثقافيا أدبيا إبداعيا يشمل تقديم وقراءة وتوقيع النص السردي “كَيْلُ كَبَد” للأستاذ أحمد ادوخراز، وذلك يوم السبت 08 فبراير 2025 ابتداءً من الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر بقاعة الحسين قرير للاجتماعات بمقر جماعة إنزكان.
سيشهد اللقاء مشاركة مجموعة من الأساتذة الأكفاء وهم: الدكتور عمر حلي، الدكتور عبدالرحمن التمارة والدكتور جامع هرباط، بينما أسندت مهمة التسيير وإدارة تفاصيل اللقاء إلى الأستاذ الفاضل الدكتور محمد همام.
“كَيْلُ كَبَد” نص سردي يتقاطع فيه المتخيل مع سيرة المدينة قبل الذات الراوية، وما كان ينبغي التجرؤ على تسميته نصا سرديا لولا منسوب التخييل فيه. نص يجمع بين الرواية أو شيء من الرواية وبين السيرة الذاتية وجنس المذكرات إضافة إلى الكتابة الاحتفالية الاعترافية وبعض البهارات الشعرية.
الكتاب كله كبد وكدح من الإهداء إلى الخاتمة (لقد خلقنا الإنسان في كبد)، ولكل شخصية من الشخصيات الواردة فيه نصيبها أو كيلها من الكبد.
“كَيْلُ كَبَد” حفريات في ذاكرة المدينة الزمانية والمكانية والإنسانية، ونبش في مسار شخصيات بصمت تاريخ المدينة.
“كَيْلُ كَبَد” رحلة معاناة مدينة كابدت كي تصنع لذاتها بطاقة هوية، ليكون لها اسم ورسم، وليكون لها مبنى ومعنى. معاناة رحم بدأ القحط ينهشها، وبدأ الإنكار يجتث جذورها ليستوطنها العقم بعد الخصوبة.
“كَيْلُ كَبَد” نداء من أجل دبيب الروح في العروق التاريخية والثقافية والتراثية، من أجل استنقاذ الصورة الأصيلة لهوية المدينة وبطاقة تعريفها غير المزورة، ومن أجل نفض الغبار عن دليل شخصيتها العمرانية.
“كَيْلُ كَبَد” مجموعة من الليالي تقاسم فيها الأب (الكاف) المريض وابنه (النون) تدفق الحكي عن ماض جميل يسكن الأعماق وشرايين الدم، وينعش الحنين. وبين الكاف والنون حكي، وكما أن شهرزاد في “ألف ليلة وليلة” كانت تحكي حتى لا تموت إلا بأجل، فإن الشيخ الكاف في هذه الليالي كان يحكي حتى لا يموت إلا بأجل، بل التاريخ نفسه يحكي لكي لا يموت إلا بأجل، والتاريخ تاريخ مدينة عريقة مسكونة بالحكي، عرفت باسمها العتيق “إمزڭان” وعرفت باسم شهرتها ابتداء من فترة الحماية “إنزڭان”، وإن كان الكثيرون قد نسوا الوعد الذي توارى صامتا داخل الأرحام وفي جسد الحكاية، فاحك يا نون ما تحكيه حتى يأتيك اليقين، ولتنقل ذكراك إلى طرف قلمك ليخلدها الزمن.