
ألهبت الفنانة والشاعرة فاطمة تبعمرانت، مساء يوم أول أمس السبت، الجمهور الذي حج بكثافة إلى منصة فعاليات الدورة 17 من مهرجان تيفاوين بتافراوت الذي احتضنته ساحة محمد السادس، حيث تفاعلت آلاف الجماهير من زوار و ساكنة تافراوت بالفن الأمازيغي، مع مختلف أغاني تبعمرانت الشهيرة في جو من الحماس والبهجة.
و بالمناسبة قالت الفنانة فاطمة شاهو تبعمرانت في تصريح للصحافة، أن هذا الحفل أتاح لها الفرصة لإعادة التواصل مع الجمهور في المنطقة، كما طالبت المسؤلين الاهتمام بمدينة تافراوت وإعادة الاعتبار إليها من خلال تعبيد الطرق الجهوية من و الى تافراوت، حتى تكون هذه المدينة الجميلة اكبر مدينة جبلية بالمغرب.
الى جانب تبعمرانت عرفت السهرة مشاركة ألمع النجوم وأجمل الإيقاعات من مختلف ربوع المغرب، كمجموعة إمدوكال و الفنان حاتم إيدار، بالإضافة الى فرقة رباب فيزيون برأسة الفنان بوحسين فولان.
و خلال الامسية الفنية من فستيفال تيفاوين، وقف جمهور وزوار تافراوت ليحيّي مسارا فنيا استثنائيا للراحل لحسن بلمودن، أحد أعمدة فن الرباب الأمازيغي وصوتا خالدا في ذاكرة الفن المغربي.
لحظة وفاء وعرفان لروح المايسترو لحسن بلمودن على المنصة الشرفية، حضرته عائلته لتتسلم درع تكريم وعمرة مهداة لزوجته، في مبادرة تعكس عمق الوفاء لرواد الإبداع، سلمها كل من السيد عبد الله غازي، والفنانة فاطمة تبعمرانت، ورئيس جمعية فستيفال تيفاوين الحسين الإحسيني.
ويعتبر المرحوم ،الفنان الكبير الرايس لحسن بلمودن الذي توفي رحمه الله يوم الاثنين 20 يناير 2025 ، أحد أعمدة وأهرام فن الروايس ومايسترو آلة الرباب ويتقن كذلك العزف على آلة الكمنجة بدقة .
اسمه الحقيقي لحسن الأنصاري، ازداد بشيشاوة سنة 1952 ، و نشأ في قبيلة آيت طالب بإمنتاگن إقليم تارودانت، تعلم العزف على آلات الرباب والعواد وعمره لا يتجاوز 13 سنة حينما يدرس بمدرسة قرآنية في قريته بمنطقة متوگة، المرحوم مكنه إتقان العزف على هاتين الآلتين الموسيقيتين سنة 1968 ، من مرافقة الروايس الكبار، وهم الرايس الحاج عمر واهروش، والمهدي بنمبارك وابراهيم الصويري، ومحمد أكورام والجيلالي، والحاج أحمد امنتاك، ومحمد بونصير، وكذا الرايس محمد أكيلول، وعبد الله بن إدريس المزوضي، ومشاهير آخرين.. ،كما مكنه ذلك القيام بجولات عدة عبر العالم، نذكر منها فرنسا، هولندا، بلجيكا وكندا..
يمكن أن نصف المرحوم لحسن بلمودن، بالعمود الفقري للفن الأمازيغي لأنه بصراحة أعطى من خلال 57 سنة في الميدان الفني الشئ الكثير للفن الأمازيغي و بالخصوص فن الروايس بحيث تعامل المرحوم مع العشرات من الروايس والرايسات، بالإضافة الى كونه مصدر عدة ألحان، وساهم إلى حد الأن في إنجاز آلاف الاشرطة الغنائية بالاضافة الى عدد كبير من المعزوفات والمقاطع الموسيقية والأشعار الأمازيغية الخالدة.
المرحوم أسس مدرسة فنية متميزة في مجال الأغنية الأمازيغية الحديثة وخاصة فن الروايس، و حظي بالعديد من التكريمات والجوائز التقديرية اعترافا بعطائه الفني والإبداعي من بينها جائزة الحاج بلعيد للموسيقى لسنة 2010 التي ينظمها الفرع الجهوي للنقابة المغربية للمهن الموسيقية الفرع الجهوي لجهة سوس ماسة بمدينة تيزنيت ويعتبر عضو فيها منذ سنة 1994.
أكادير : إبراهيم فاضل