في قلب سوس: “النور” تطلق مشروعاً رائداً بقيمة 70 مليون سنتيم لتجسيد الترابط بين الماء والغذاء والطاقة في مجال الأركان

في خطوة تنموية نوعية تعكس الوعي المتزايد بضرورة التكيف مع تحديات التغيرات المناخية، انطلق بدوار إمي أغكمي بجماعة أيت ميلك مشروع تنموي رائد يهدف إلى ترسيخ نموذج عمل متكامل قائم على مبدأ الترابط بين الماء، والطاقة، والغذاء، والنظم الإيكولوجية (WEFE).

المشروع، الذي تناهز كلفته المالية 70 مليون سنتيم، تشرف على تنفيذه جمعية النور للتنمية والتعاون التي يرأسها الأستاذ عبد الله بوتراسيت. ويشكل هذا الإنجاز ثمرة جهود متواصلة وترافع جاد من قبل رئيس وأعضاء الجمعية، وبالتعاون مع شركاء التنمية والسلطات الإقليمية والمحلية وجماعة أيت ميلك.

 أهداف طموحة لمواجهة التحدي المناخي
يأتي هذا المشروع النموذجي ليقدم حلولاً مبتكرة ومستدامة للتحديات البيئية والاقتصادية التي يواجهها المجال الحيوي لشجرة الأركان. تتلخص الأهداف الرئيسية للمشروع فيما يلي:

ترشيد استعمال الماء: عبر تبني تقنيات حديثة لتقليل الهدر، خاصة في ظل ندرة الموارد المائية.

تشجيع الطاقة الشمسية: إدماج الطاقة النظيفة لضمان استدامة تشغيل أنظمة الضخ والري وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية.

تطوير الزراعات المرنة: التحول نحو زراعة أنواع نباتية مقاومة للجفاف والتغيرات المناخية، مثل الصبار، والخروب، والمورينجا، والكبار.

الحفاظ على العادات الغذائية المحلية: دعم الممارسات الزراعية التقليدية المستدامة التي تحافظ على التنوع البيولوجي والخصوصية الغذائية للمنطقة.

اللجوء إلى الابتكار التكنولوجي: توظيف التقنيات الحديثة لضمان استدامة الحفاظ على الموارد الطبيعية.

 مكونات رئيسية لتأسيس نموذج متكامل
لتجسيد مفهوم (WEFE) على أرض الواقع، اعتمد المشروع على حزمة من التدخلات العملية:

الطاقة والماء: تجهيز نقاط المياه بأنظمة ضخ تعمل بالطاقة الشمسية، مما يضمن كفاءة واستدامة عملية استخراج المياه.

الري الحديث: توفير معدات وأجهزة الري الموضعي للمزارعين لترشيد استهلاك الماء وتحسين الإنتاجية.

التنوع البيولوجي والأمن الغذائي: إنتاج شتلات أشجار مثمرة من الأنواع المقاومة للتغيرات المناخية، وتوزيعها لتعزيز الغطاء النباتي ودعم الاقتصاد المحلي.

دعم الأنشطة المدرة للدخل: توفير الدعم اللازم للأنشطة الاقتصادية المرتبطة مباشرة بإنتاج الغذاء والحفاظ على النظام البيئي، بالإضافة إلى اقتناء معدات وأدوات زراعية حديثة.

 شراكة نموذجية وكلمة شكر
أكد عبد الله بوتراسيت، رئيس جمعية النور، أن نجاح هذا المشروع ما كان ليتم لولا روح التعاون والتآزر التي ميزت جهود الجميع. وقد تقدم بالشكر والتقدير لكل من ساهم في إخراج المشروع إلى حيز الوجود، بدءاً من أعضاء مكتب الجمعية، ومروراً بالشركاء الممولين والداعمين، وصولاً إلى السلطات الإقليمية والمحلية وجماعة أيت ميلك التي وفرت المناخ الملائم للإنجاز.

إن مشروع إمي أغكمي لا يمثل مجرد استثمار مالي في البنية التحتية، بل هو استثمار في المرونة البيئية والمستقبل المستدام للمجال الحيوي للأركان، ويسلط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه جمعيات المجتمع المدني في قيادة التنمية المحلية المبتكرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى