تشير إحصائيات حديثة إلى ارتفاع مقلق في معدلات التدخين بين الشباب المغاربة، خاصة بين الفئات العاطلة عن العمل وبعض الطلاب المتمدرسين. ويُعزى هذا الوضع إلى غياب إجراءات صارمة تمنع بيع السجائر بالتقسيط، إضافة إلى التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تزيد من انتشار هذه الظاهرة.
التدخين: خطر صحي مُحدق
يُعد التدخين من أبرز المسببات للوفيات في المغرب، حيث تُظهر الإحصائيات أن:
- التدخين يتسبب في 8% من الوفيات السنوية في البلاد.
- 75% من وفيات سرطان الرئة مرتبطة بالتدخين.
- 10% من وفيات أمراض الجهاز التنفسي تعود إلى التعرض للتبغ.
في عام 2019 فقط، سجلت البلاد:
- 74 ألف حالة من أمراض القلب والشرايين المرتبطة بالتدخين.
- 4227 حالة جديدة من سرطان الرئة.
- 12800 حالة وفاة مبكرة بسبب التدخين.
تكلفة اقتصادية باهظة
لا تقتصر أضرار التدخين على الصحة فقط، بل تمتد لتُثقل كاهل الاقتصاد الوطني. فقد بلغت التكلفة السنوية للتبغ في المغرب أكثر من 5 مليارات درهم، موزعة على:
- 60.9% كتكاليف طبية مباشرة لعلاج الأمراض المرتبطة بالتدخين.
- 33% كتكلفة للوفيات الناتجة عن الأمراض المرتبطة بالتبغ.
- 6.1% كخسائر في الإنتاجية بسبب تدهور الحالة الصحية للمدخنين.
الأسباب والحلول الممكنة
يرتبط ارتفاع معدلات التدخين بين الشباب بانتشار البطالة وتزايد نسب التسرب المدرسي، مما يجعل هذه الفئة عرضة للوقوع في الإدمان كنتيجة مباشرة للفراغ والضغوط النفسية. وللتصدي لهذه الظاهرة، تُطرح عدة مقترحات وحلول، منها:
- تعزيز الوعي والتثقيف الصحي:
- إعداد وتنفيذ خطة وطنية للتواصل تهدف إلى توعية المواطنين بمخاطر التدخين.
- إدماج التثقيف الصحي في المناهج الدراسية وتشجيع النقاش المفتوح حول أضراره.
- تنظيم فعاليات توعوية:
- الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن التدخين من خلال ندوات وورش عمل.
- نشر رسائل إعلامية هادفة تُبرز أهمية الإقلاع عن التدخين وآثاره الإيجابية.
- تشديد القوانين والإجراءات الوقائية:
- فرض قيود على بيع السجائر بالتقسيط، مما يُقلل من سهولة الوصول إليها.
- تطوير برامج تدريب وتأهيل مهني للشباب العاطلين، بهدف تحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية.
التدخين كخطر عالمي
على الصعيد العالمي، يُعد التدخين من أهم أسباب الوفيات التي يمكن تجنبها، حيث يُودي بحياة حوالي 8 ملايين شخص سنويًا. هذه الحقائق تُبرز أهمية اتخاذ تدابير عاجلة ومتكاملة للتقليل من آثاره المدمرة.
دعوة إلى العمل
إن مواجهة ظاهرة التدخين تتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، بدءًا من الحكومة والمؤسسات الصحية وصولًا إلى منظمات المجتمع المدني. من خلال تنفيذ خطط شاملة وطويلة الأمد، يمكن حماية الشباب المغربي من الوقوع في براثن الإدمان، وضمان مستقبل أكثر صحة وأمانًا للجميع.