عبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن قلقها العميق واستيائها البالغ من سلسلة المقالات والفيديوهات التي تناولت الشأن الإعلامي في المغرب بإساءة كبيرة. هذه الحملة، التي لم تكتفِ بالهجوم على النقابة نفسها بل استهدفت أيضًا عددًا من عضوات وأعضاء أجهزتها، وصفتها النقابة بأنها حملة ممنهجة تستخدم لغة مليئة بالقذف والسب والتشهير، بل وصل الأمر إلى حد الترهيب الفردي.
في بيان رسمي، أكدت النقابة إيمانها الثابت بحرية التعبير والرأي كحق مقدس، ولكنها شددت على ضرورة ربط هذه الحرية بالمسؤولية واحترام حقوق الآخرين وكرامتهم. وأشارت إلى أن شعار “تخليق مهنة الصحافة” الذي يُستخدم من قبل البعض لا يعطي الحق لممارسة التضليل والتشهير، بل يتطلب تحري الدقة في المعلومات والابتعاد عن تصفية الحسابات التي تخرج الانتقاد من نطاقه المشروع إلى مستوى خطير.
انتقادات حادة ومطالب بفتح تحقيق
أدانت النقابة بشدة التعبيرات المتنطعة التي تستبيح حياة الأفراد، مشيرة إلى أن الأذى الذي تسببه هذه الحملة يتعدى المس بحياة الأشخاص المستهدفين إلى تعريض عائلاتهم للأذى. وأعربت عن استغرابها من الاستهداف المباشر لذمم وحياة الأفراد الذين يتحملون المسؤولية، معتبرةً أن هذا التصرف يشكل خطرًا على النية الحقيقية للنقد ويعزز سلوكًا متهورًا وأخرقًا.
كما انتقدت النقابة استغلال البعض لمساحات التواصل غير المنظمة وعدم تفعيل آليات المحاسبة القانونية، مما يشجع على التمادي في ممارسة “إرهاب الفم” لابتزاز الأفراد وخلق فوضى تتجاوز القوانين والأعراف. ورأت أن هذا الاستغلال يهدف إلى عرقلة جهود الإصلاح والابتزاز الداخلي والخارجي، مما يضر بسمعة القطاع ويعزز الفوضى.
دعوة للتحقيق ومحاسبة المسؤولين
في ضوء هذه التطورات، طالبت النقابة بفتح تحقيق عاجل من قبل النيابة العامة وكل الجهات المختصة لكشف خيوط هذه الشبكة المنظمة من المخططين والمنفذين. وأكدت أن التهجم على الأفراد والمؤسسات إلى حد البلطجة يعد أفعالًا جرمية تستحق التحقيق والمحاكمة.
وشددت النقابة على أن إساءة توظيف حرية التعبير تشكل خطورة بالغة على مكاسب سنوات من النضال الحقوقي، واعتبرت أن الانتقاد المشروع يعد خدمة للتقدم والتطوير، شريطة أن يتم بعيدًا عن استخدام الوسائل القذرة. ودعت إلى تقدير أهمية المرحلة الراهنة في تاريخ قطاع الصحافة، والابتعاد عن الفوضى والتركيز على نقاش عميق وهادئ لتطوير المهنة والمهنيين.
التركيز على الإصلاح وتحسين المهنة
ختامًا، دعت النقابة إلى إنتاج منظومة قانونية تحمي المهنة والمهنيين، والتشبث بأخلاقيات المهنة وإعادة الاعتبار للقطاع عبر توقيع الاتفاقية الجماعية. وشددت على أهمية فرز النقاش الحقيقي عن الفوضى التي يحاول البعض إلهاء الناس بها، والتوجه نحو استكمال مهام بناء قطاع يستحق لقب السلطة الرابعة و”صاحبة الجلالة”.
هذا البيان يعكس حرص النقابة الوطنية للصحافة المغربية على حماية مهنة الصحافة من التشهير والتلاعب، ويؤكد التزامها بمبادئ الحرية المسؤولة والنقد البناء.