
بعد أكثر من عقد من المعاناة، عادت الحياة إلى مقبرة المزار في منطقة القصبة الطاهر، وذلك بفضل إعادة إنارة جنباتها من قبل مجلس جماعة القليعة.
ظلّت المقبرة غارقة في الظلام الدامس لأكثر من عشر سنوات، بسبب تهالك المصابيح، مما جعل زيارة الأحباء ليلاً أمراً شبه مستحيل.
ولكن بفضل جهود جمعيتي “إزوران” و”النور” اللتين نسّقتا مع مجلس جماعة القليعة، تمّ أخيراً كسر حاجز الظلام وإعادة إنارة المقبرة.
مسؤولية جماعتان:
لعبت جمعيتا “إزوران” و”النور” دوراً محورياً في إيصال معاناة السكان إلى الجهات المسؤولة. فقد قامتا بتقديم عدة شكاوى ورسائل لمجلس جماعة القليعة، مطالبة بضرورة التدخل العاجل لإعادة إنارة المقبرة.
ولم يخيّب مجلس الجماعة ظنّ السكان، حيث استجاب بسرعة لنداءاتهم وجمعيات المجتمع المدني، وقام بتخصيص الموارد اللازمة لإعادة إنارة المقبرة.
صمت جماعة أيت ملول:
في المقابل، اكتفى مجلس جماعة أيت ملول بالصمت، ولم يتخذ أي خطوات لحلّ مشكلة الظلام في المقبرة، على الرغم من النداءات المتكررة من السكان وجمعيات المجتمع المدني.
أثار هذا الصمت استياءً واسعاً لدى سكان المنطقة، الذين تساءلوا عن سبب عدم اهتمام المجلس البلدي بأيت ملول بهذه المشكلة التي استمرت لسنوات طويلة.
أهمية الإنارة:
تُعدّ إنارة المقابر من الأمور الأساسية التي تساهم في الحفاظ على حرمة المكان وتوفير الأمن والطمأنينة لذوي المتوفين عند زيارتهم لأحبائهم.
فقد كانت جنبات مقبرة المزار تعاني من الظلام الدامس، مما جعل الزيارة ليلاً أمراً محفوفاً بالمخاطر، خاصة بالنسبة للنساء والأطفال.
أملٌ جديد:
يُعدّ إعادة إنارة مقبرة المزار خطوة إيجابية نحو تحسين الخدمات في المنطقة. ويُعزّز هذا الإنجاز أهمية التعاون بين جمعيات المجتمع المدني والمجالس الجماعية في تلبية احتياجات السكان وتحسين نوعية حياتهم.
يأمل سكان منطقة المزار القصبة الطاهر في أن تكون هذه الخطوة بداية لتحسين العلاقة بين المواطنين والسلطات المحلية، وأن تُساهم في تحقيق المزيد من المشاريع التنموية في المنطقة.
إنّ إعادة النور إلى مقبرة المزار بعد عشر سنوات من الظلام يُعدّ درساً هاماً للجميع، يُؤكّد على ضرورة تعاون جميع مكونات المجتمع لتحقيق التنمية المحلية وتحسين حياة المواطنين.