المجتمع الفاسد: من يخلق الفساد؟

في مجتمعنا،
عندما نسمع عبارة “السيد مزيان”، نعلم أن هذا الشخص يتسامح مع الخطأ أو يتجاوزه بعيدًا عن نطاق القانون. سواء كان شرطيًا يغض الطرف عن مخالفات السير أو مدرسا يتساهل مع الغش في الاختبارات، فإن هؤلاء يُعتبرون “لله يعمر لهم الدار “، أي متسامحين أو متغاضين.

الرئيس “لمزيان”، هو من يتنازل عن مسؤوليته، ويسمح للمرؤوسين بالتقصير دون محاسبة.
وكذلك، المسؤول “لمزيان” هو من يتجاوز القانون ويجد طرقًا غير شرعية لحل مشاكله.

ومن يقود هذا الفساد في مجتمعنا؟ إنه الشخص الذي يتمتع بالسلطة ويملك مفاتيح القرار، والذي يستغل هذه السلطة لتحقيق مصالحه الشخصية بدلًا من تحقيق العدالة واحترام القانون.

المثقفون والمسؤولون الذين يحاولون البقاء نزهاءً لضمائرهم، يجدون أنفسهم أمام خيارين: إما الانصياع لهذا المجتمع الفاسد، أو الثبات على مبادئهم والتمسك بالعدالة. ولكن في ظل الظروف الراهنة، يكاد الاختيار يكون مفروضًا.

في الوقت الذي نعجب فيه بشخصيات خارجية ونتمنى لو كانت هي التي تحكمنا، هل فكرنا يومًا في كيفية تحسين وضعنا عن طريق تطبيق القانون واحترام العدالة؟

الفساد في مجتمعنا ليس مجرد ظاهرة، بل هو نمط حياة أصبح جزءًا من واقعنا المعتاد. وإذا أردنا مكافحته، يجب أن نبدأ من أنفسنا، وأن نعيد بناء هذا المجتمع بقيم النزاهة والعدل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى