بعد تفجيرات كوركوس سيتي.. هل تستعين موسكو بخبرة الرباط لمكافحة الإرهاب؟

تفتح الاتفاقات الأمنية التي تم توقيعها خلال الزيارة الملكية التي سبق وأن قام بها جلالة الملك محمد السادس في مارس 2016 إلى روسيا، خصوصا المتعلقة بـ”محاربة الإرهاب الدولي”، مجالا جديداً لـ”التعاون الاستخباراتي” بين الرباط وموسكو عقب الأحداث الإرهابية التي شهدتها كوركوس سيتي هال بكراسنوغورسك، الجمعة الماضية.

ويرى مراقبون أمنيون أنه من المتوقع أن تلجأ موسكو بناء على هذه الاتفاقيات إلى الاستفادة من خبرة الرباط في مجال مكافحة “الإرهاب الدولي”، الذي تتبناه القاعدة الإسلامية المتطرفة “داعش”، سيما أن مسار التعاون الأمني سبق وأن أطلقه عبد اللطيف الحموشي، المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.

وحسب متتبعين، فإنه رغم اختلاف المواقف بين الرباط وموسكو وأيضا الاصطفافات المغايرة بالنسبة للتحالفات الدولية، يبقى التعاون الأمني خاصة في مجال مكافحة “الإرهاب الدولي” خاضعا للاتفاقيات الموقعة بين الدولتين.

علاقات متعددة الأبعاد

تعليقاً على هذا الموضوع، قال عصام العروسي، الخبير الأمني، إن “احتمال لجوء موسكو إلى الرباط للاستفادة من خبرتها في مجال مكافحة الإرهاب وارد جدا، على اعتبار أن مكافحة الإرهاب هو هدف أساسي لكل الدول بعيدا عن التكتلات الدولية والتحالفات”.

وأضاف العروسي، في تصريح لـلجريدة″، أنه “رغم أن المغرب يدخل في اصطفافات أخرى بعيدة عن روسيا، يبقى موضوع محاربة جرائم الإرهاب استثناء في إطار العلاقات التي تجمع البلدين”، مشيرا إلى أن “علاقات الرباط مع موسكو تبقى متعددة الأبعاد رغم الاختلاف في بعض التوجهات السياسية”.

وتابع المتحدث عينه أن “روسيا ممكن أن تلجأ إلى الخبرة الميدانية والعملية بمساعدة المغرب الذي فاقت خبرته أزيد من 20 سنة، لاسيما أن الرباط تحتضن وتترأس منتديات عالمية وقارية بخصوص مكافحة جريمة الإرهاب”.

وأشار الخبير الأمني إلى أن “حلف الناتو يعتمد على الخلاصات المغربية بخصوص ظاهرة الارهاب، وبالتالي أصبح المغرب لاعب أساسي في هذا الباب”، مضيفا أن “الجانب الاستخباراتي يعتبر أمر مهم علما أن المغرب يتوفر على قاعدة بيانات كبيرة قد يضمن من خلالها تعاون جاد ومثيل”.

تعاون أمني وطيد

من جهته، يرى محمد الطيار، الخبير الأمني والاستراتيجي أن “هناك تعاون أمني جد وطيد بين موسكو والرباط، يقوم على تبادل الخبرات في إطار الدبلوماسية الأمنية التي يعتمدها المغرب في علاقاته الدولية، والمبنية على تبادل المعلومات الاستخباراتية وغيرها على أرضية من المصداقية والموثوقية”.

وأورد الطيار، في تصريح لـلجريدة، أن “هناك أيضا اتفاقيات أمنية تم التوقيع عليها أثناء زيارة الملك محمد السادس إلى موسكو في مارس 2016، حيث تضمنت اتفاقا بشأن محاربة الإرهاب الدولي، وتوقيع إعلان مشترك حول مكافحته”.

ولفت المتحدث نفسه إلى أنه “بعد زيارة الملك محمد السادس لروسيا والتوقيع خلالها على بروتوكول أمني، انتقل عبد اللطيف حموشي إلى موسكو خلال شهر أبريل من نفس السنة، من أجل إطلاق مسار الاتفاق الأمني الموقع عليه خلال الزيارة الملكية، وتقوية التعاون المغربي الروسي في مجال الحرب ضد الإرهاب والجريمة المنظمة، وتجارة المخدرات والهجرة السرية”.

وأوضح الخبير الأمني أنه “كانت هذه الزيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول أمني مغربي لروسيا، وقد شهدت الزيارة سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين الروس من بينها اللقاء مع الكاتب الأول الفيدرالي للأمن القومي نيكولاي بلاتونوفيتش باتروشيف، وهو المسؤول الأول عن الإدارة الفيدرالية التي تضم تمثيلية من كل من وزارة الشؤون الخارجية ووزارة الدفاع ووزارة الداخلية، إضافة لمصالح المخابرات الخارجية والداخلية”، مردفا أن “الحموشي التقى والوفد المرافق له مع إيغور زيبوف، نائب وزير الداخلية الروسي، حيث تم الحديث عن ضرورة التعاون الثنائي”.

وخلص الطيار حديثه قائلا: “من المؤكد أن تلجأ روسيا إلى الخبرة الأمنية المغربية في إطار التحقيقات المتعلقة بالعمل الإرهابي الذي تبنته “داعش”، وتبادل المعلومات للتصدي لعمليات مماثلة، والسعي لصيانة الأمن القومي الروسي من اختراقات مماثلة، بحكم أن الاستخبارات المغربية قد حجزت مكانها عن جدارة واستحقاق بين أقوى أجهزة الاستخبارات الدولية”.

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى