“أزمة المياه في جهة سوس ماسة: تحذيرات وتدابير لمواجهة النقص الحاد”

يعتبر الماء من أهم الموارد الحيوية التي تحدد مسار حياة البشر وتنميتهم، وفي جهة سوس ماسة ، تعتبر وكالة الحوض المائي لسوس ماسة الجهة الرئيسية المسؤولة عن إدارة وتنظيم هذه الموارد. ولكن، في السنوات الأخيرة، بات الوضع المائي في المنطقة يثير قلقًا جديًا، خاصة مع اقتراب مستوى المياه في السدود إلى الحد الأدنى على مر الخمس سنوات الأخيرة.

تحدث محمد أمغار، رئيس قسم التدبير المستدام للموارد المائية بوكالة الحوض المائي لسوس ماسة، عن هذا الوضع الخطير الذي تواجهه السدود في المنطقة. فقد أشار إلى نقص ملحوظ في مستوى المياه خلال السنوات الخمس الماضية، وذلك بسبب قلة التساقطات المطرية، مما جعل السدود تصل إلى أدنى مستوياتها منذ بدء تشغيلها.

ومن أجل مواجهة هذا الوضع التحذيري، تعمل وكالة الحوض المائي لسوس ماسة بالتعاون مع الجهات المعنية على تحديد الاسقاطات وتوفير البيانات والإحصائيات اللازمة لاتخاذ القرارات الصحيحة. يتم ذلك من خلال اجتماعات دورية يرأسها والي جهة سوس ماسة، سعيد أمزازي، والتي تجمع بين مختلف الجهات المعنية.

وبالإضافة إلى ذلك، تقوم الوكالة بالتنسيق مع المكتب الوطني للماء الصالح للشرب ومصالح وزارة الفلاحة لضمان توفير المياه اللازمة للسكان، وذلك من خلال اتخاذ القرارات المناسبة بما في ذلك قطع المياه عن بعض الضيعات الفلاحية في حالة الحاجة الماسة.

ومن ناحية أخرى، فإن التساقطات المطرية الأخيرة ساهمت في تحسين مستوى بعض السدود،

حيث
استقبل سد عبد المومن المتواجد بإقليم تارودانت نحو 5 ملايين متر مكعب، مما ساهم في تمديد مخزون هذه المنشأة المائية التي تكتسي أهمية بالغة بسوس على اعتبار أنها البديل الذي يتم اللجوء إليه لتزويد أكادير الكبير بالماء الصالح للشرب في حالة تسجيل عطب بمحطة تحلية مياه البحر الكائنة بجماعة إنشادن التابعة لإقليم اشتوكة أيت باها.

وإلى جانب ذلك، استقبل سد مولاي عبد الله المتواجد بنفوذ جماعة التامري شمال مدينة أكادير نحو 14 مليون متر مكعب، ما مكن من إضافة سنة كاملة لتزويد المناطق المعنية بالماء الصالح للشرب، وعلى وجه الخصوص تامري ومنطقة تغازوت السياحية وإمسوان وإمي ودار، والمناطق الجبلية المجاورة.

مع انعدام اليقين فيما يخص موسم الأمطار القادم، يبقى التحدي أمام الجهات المعنية لضمان استمرار توفير المياه اللازمة للسكان والقطاع الفلاحي. ولا بد من اتخاذ إجراءات استباقية وتعزيز الجهود لإدارة الموارد المائية بشكل أفضل، وتشجيع التوعية بأهمية الحفاظ على المياه واستخدامها بشكل مستدام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى