
أكادير: إبراهيم فاضل.
استجاب منظمو معرض الأركان والصناعة التقليدية بمدينة أكادير، المنظم في إطار الأنشطة الموازية لاحتضان المدينة لبعض منافسات كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم، للملاحظات التي عبّر عنها عدد من نشطاء الفعل الثقافي الأمازيغي بجهة سوس ماسة، بخصوص غياب اللغة الأمازيغية وحروفها تيفيناغ عن واجهة دخول المعرض المقام بساحة ولي العهد، قرب مقر بلدية أكادير.
وبعد أيام قليلة من افتتاح المعرض، بادر المنظمون إلى تصحيح هذا النقص، حيث تم تدارك الأمر بإضافة اسم المعرض باللغة الأمازيغية مكتوبًا بحروف تيفيناغ على الواجهة الأمامية لمدخل فضاء العرض، كما توثقه الصور المتداولة، في خطوة لقيت ترحيبًا من عدد من المهتمين بالشأن الثقافي واللغوي.

ويأتي هذا التفاعل في سياق تنبيهات متكررة أطلقتها فعاليات مدنية وثقافية حول الغياب غير المبرر لتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية في عدد من التظاهرات والأنشطة الرسمية والموازية المرتبطة باحتضان المغرب للدورة الخامسة والثلاثين من كأس إفريقيا للأمم، رغم ما تحمله المناسبة من إشعاع قاري ودولي.
وفي المقابل، سجل متتبعون حضورًا لافتًا للرموز الأمازيغية في جوانب أخرى من هذه التظاهرة الكروية، حيث اعتمدت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، باقتراح من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، اسم ” إثري” ويعني النجم بالأمازيغية للكرة الرسمية المعتمدة في المباريات، كما تم اختيار اسم “إزم ” اي الأسد مكتوبًا بحروف تيفيناغ لتسمية التميمة الرسمية للبطولة. إضافة إلى ذلك، تضمن حفل الافتتاح رموزًا وعبارات ولوحات موسيقية مستمدة من التراث الثقافي الأمازيغي المغربي.
ويرى عدد من نشطاء الحركة الأمازيغية أن تعزيز حضور اللغة والثقافة الأمازيغية في الفضاء العام، وفي مختلف الأنشطة المرتبطة بهذه التظاهرة القارية، من شأنه أن يعكس الصورة الحقيقية للمجتمع المغربي، باعتباره مجتمعًا غنيًا بتعدده الثقافي واللغوي، وتشكل الثقافة الأمازيغية أحد أعمدته الراسخة والمتجذرة في العمق الإفريقي.



