
تراجع الرحلات الجوية يهدد الموسم السياحي ويثير قلق المهنيين بجهة سوس ماسة
وجه النائب البرلماني خالد الشناق عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية سؤالاً كتابياً إلى وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بشأن إلغاء عدد من الرحلات الجوية الدولية نحو مدينة أكادير، وتأثير ذلك على النشاط السياحي والاقتصادي بالمنطقة.
وأوضح البرلماني في سؤاله أن مدينة أكادير عرفت خلال الأسابيع الأخيرة توقيفاً مفاجئاً لعدد من الرحلات الجوية القادمة من وجهات أوروبية، ابتداءً من أواخر أكتوبر 2025، وهو ما أثار قلقاً واسعاً في صفوف الفاعلين السياحيين والمهنيين، خاصة وأن الربط الجوي يُعدّ شريان الحياة للسياحة في جهة سوس ماسة.
وأضاف الشناق أن هذا التقليص غير المبرر قد ينعكس سلباً على وتيرة الوصولات السياحية، ويؤدي إلى تراجع في نسب الإشغال الفندقي واضطراب في استقرار مناصب الشغل داخل قطاع يُعتبر من أهم محركات الاقتصاد المحلي، مشيراً إلى أن أكادير كانت تراهن على تعزيز موقعها ضمن أبرز الوجهات المغربية بفضل بنيتها التحتية وخدماتها الفندقية المتطورة.
وطالب البرلماني الحكومة بالكشف عن الأسباب الحقيقية وراء هذا القرار، وباتخاذ تدابير عملية ومستعجلة للحفاظ على استمرارية الربط الجوي المنتظم بين أكادير وعدد من الأسواق الأوروبية الحيوية، من بينها فرنسا، ألمانيا، إنجلترا، وبلجيكا.
كما دعا إلى تعبئة جماعية تشمل وزارة السياحة والمكتب الوطني المغربي للسياحة والشركة الوطنية للنقل الجوي، قصد إنقاذ الموسم السياحي وتفادي الخسائر الاقتصادية والاجتماعية التي قد تطال مئات الأسر والعاملين في القطاع.
ويرى مراقبون أن هذا الوضع يعيد إلى الواجهة إشكالية غياب سياسة جوية جهوية فعالة، تجعل المدن السياحية خارج محور الدار البيضاء–مراكش في موقع هشّ أمام تقلبات شركات الطيران، رغم توفرها على مؤهلات طبيعية وبنيات تحتية متقدمة.
وفي انتظار رد الوزارة الوصية، يظل السؤال المطروح بحدة في الأوساط المهنية:
“هل يمكن أن تبقى أكادير وجهة سياحية عالمية دون ربط جوي مستقر؟”
فبدون خطوط منتظمة تربط المدينة بأوروبا، يحذر المهنيون من أن سوس ماسة قد تخسر أحد أهم مقوماتها الاقتصادية، في وقت تحتاج فيه المنطقة إلى دعم الثقة واستعادة الزخم السياحي بعد سنوات من التراجع.
A.Bout