
تعيش مدينة أيت ملول حالة من الاستياء الشعبي العارم إثر قرار المجلس الجماعي باقتلاع أشجار عريقة في حي الشهداء، كانت تزيّن طريق بيوكرى وتوفر ظلالًا طبيعية للمارة منذ سنوات.
وفوجئ السكان، الذين اعتادوا على هذه الأشجار كجزء من المشهد الحضري للمدينة، بعملية إزالة مفاجئة وغير مبررة. ولم تقتصر العملية على الإزالة فحسب، بل تبعها زرع عشوائي لأشجار نخيل تبدو في حالة سيئة، بعضها يابس وبعضها الآخر مائل، مما أثار موجة من السخرية والانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي وفي أوساط السكان المحليين.
سكان الحي وصفو ما يحدث بـ”العبث” و”الفوضى”، معتبرين أن هذه الخطوة لا تخدم المصلحة العامة، بل على العكس، تشكل تدهورًا بيئيًا وجماليًا. كما وجهوا اتهامات مباشرة إلى المجلس الجماعي بـ”سوء التدبير” و”الافتقار إلى الرؤية”، حيث يرون أن قرارات التهيئة أصبحت مجرد أمثلة صارخة على العشوائية، لا ترقى إلى مستوى المشاريع التنموية الحقيقية التي تحتاجها المدينة.
وفي هذا السياق، تداول ناشطون فرضية أن النخيل الذي تم غرسه ليس سوى أشجار تم نقلها من مكان آخر بهدف التخلص منها، وهو ما يزيد من حدة التساؤلات حول جدوى هذه العملية وكيفية اتخاذ قرارات بهذه الأهمية دون إشراك المجتمع المدني أو دراسة الأثر البيئي.
وفي ظل هذا الجدل، يطالب سكان أيت ملول المجلس الجماعي بمراجعة قراراته والتوجه نحو مشاريع حقيقية تراعي البيئة وتستجيب لتطلعاتهم. كما يؤكدون على ضرورة العمل وفق رؤية واضحة ومخطط حضري يهدف إلى تحسين جودة الحياة في المدينة، وليس مجرد هدم ما هو قائم واستبداله بمشاريع فوضوية لا تخدم سوى أصحابها.
ويبقى السؤال الأبرز في أذهان الجميع: هل ستستمر مدينة أيت ملول في تحمل المزيد من القرارات العشوائية، أم أن هناك أملًا في أن يتم وضع حد لهذا العبث والانتقال إلى مرحلة جديدة من التخطيط والإدارة الرشيدة؟