آمال معلّقة على العامل الجديد بإقليم اشتوكة آيت باها: مطالب بتغيير جذري وتفعيل التنمية المعطّلة

يُعلّق سكان إقليم اشتوكة آيت باها آمالًا كبيرة على العامل الجديد، السيد محمد سالم الصبتي، آملين أن يُشكّل تعيينه نقطة تحوّل حقيقية في تدبير الشأن المحلي، عبر إرساء حكامة فعالة وتفعيل المشاريع التنموية المعطّلة منذ سنوات. وتعكس هذه التطلعات الجماعية شعورًا عميقًا بالإحباط بعد ما يصفه السكان بـ”سبع سنوات عجاف”، فاقمت من مظاهر التهميش والجمود، وزادت من معاناة الفئات الهشّة.

الشفافية ومحاربة الفساد الإداري
من أبرز مطالب الساكنة: إرساء مبدأ الشفافية في تسيير الشأن العام، وتقديم إجابات واضحة عن تساؤلات المواطنين المتزايدة بشأن عدد من المشاريع التي توقّفت فجأة دون تفسير. وتأتي في مقدّمة هذه الملفات “بورصة البواكر”، المشروع الذي كان يُعوَّل عليه لدعم القطاع الفلاحي، والذي ما زال مصيره مجهولًا. كما يطالب المواطنون بفتح تحقيق جاد في مصير الاعتمادات المالية الضخمة المرصودة في إطار “سياسة المدينة”، والتي لم تنعكس آثارها على الواقع المعيشي للسكان.

وتوجَّه أصابع الاتهام إلى بعض الكُتّاب العامين للمجالس، والذين يُنظر إليهم على أنهم “عقبة أمام التغيير” و”صناديق سوداء تُمرَّر من خلالها صفقات مشبوهة واتفاقيات هشة”. وتُعرب فئات واسعة من المواطنين عن استيائها من الاهتمام الزائد بـ”التهاني والتقاط الصور” على حساب العمل الميداني الحقيقي، مُطالبين بمحاسبة المتورطين في تبديد المال العام وتعطيل المشاريع.

أزمة البناء وتمليك الأراضي السلالية
قضية البناء في العالم القروي تمثل معضلة حقيقية في الإقليم، إذ يعاني العديد من السكان، خصوصًا في الدواوير، من توقف تام في منح تراخيص البناء، ما أدى إلى تفاقم الاكتظاظ السكني وتعطيل تحسين ظروف العيش. وتطالب الساكنة بتبسيط مساطر البناء، وعدم إسقاط قوانين التعمير الحضري على المجال القروي، حيث تختلف الخصوصيات والحاجيات.

في السياق ذاته، تُعدّ الأراضي السلالية من أبرز العوائق التي تقف أمام التنمية المحلية، خاصة في منطقتي سيدي بيبي وآيت اعميرة، حيث يطالب السكان بتمليك الأراضي لأصحابها الأصليين، مؤكدين أنهم ورثوها أبًا عن جد، وأن استمرار هذا الوضع يُبقي المنطقة في حالة ركود اقتصادي وتخلف عمراني.

البنية التحتية والخدمات الأساسية
تُعدّ البنية التحتية من أبرز الإشكالات التي تؤرّق ساكنة الإقليم، إذ تعاني العديد من الجماعات، مثل سيدي بيبي ووادي الصفا وسبت آيت ميلك، من غياب شبه تام لشبكات الصرف الصحي وتدهور حالة الطرق، ما يفاقم من عزلة الساكنة ويُعرقل أي جهود تنموية. وتطالب الساكنة بالإسراع في تعميم مشاريع التطهير السائل، وتأهيل الشبكة الطرقية، وإصلاح الشوارع المدمّرة، خاصة في دواوير مثل درايد بجماعة سيدي بيبي.

كما يُسجَّل ضعف كبير في توفير خدمات الماء والكهرباء، وتدني مستوى الخدمات الصحية والتعليمية، إلى جانب اكتظاظ الإدارات العمومية، حيث يضطر المواطنون إلى الوقوف لساعات طويلة في طوابير أمام وكالة الضمان الاجتماعي ومكاتب تصحيح الإمضاء، في ظروف غير إنسانية.

مناطق ساحلية مهددة وتراجع بيئي
تُطالب الساكنة بإيلاء اهتمام خاص للمناطق الساحلية التي تعرضت للتهميش والتخريب، لا سيما شواطئ تيفنيت وسيدي الطوال والقرى المحاذية، التي شهدت عمليات هدم أثّرت سلبًا على النشاط السياحي والبيئي دون بدائل واضحة. كما يُطالب السكان بإنجاز شبكات طرقية تُيسّر الوصول إلى هذه المناطق وتُعيد إحياء الدينامية السياحية بها، إلى جانب تثمين سد يوسف بن تاشفين الذي يُعد شريان الحياة للإقليم.

التواصل الميداني والإنصات للمواطنين
من بين المطالب الملحّة التي تكرّرها الساكنة: قيام العامل الجديد بجولات ميدانية تشمل كافة جماعات الإقليم، والإنصات المباشر لمشاكل المواطنين البسطاء بعيدًا عن “الوسطاء أصحاب المصالح”، والذين غالبًا ما يُقدّمون صورة غير دقيقة عن الواقع. ويطالب السكان بإعطاء الأولوية لملفات حيوية مثل تدبير النفايات، وشحّ المياه، وغياب الأطر الطبية في المستوصفات بعد منتصف النهار.

الطاقات الشبابية ومحاربة الريع
يُعوّل السكان على العامل الجديد في استثمار الطاقات الشابة عبر إحداث أندية رياضية ومراكز ثقافية، وبناء معاهد فنية تُنمّي قدرات أبناء المنطقة وتُبعدهم عن مظاهر الانحراف. كما يُطالبون بمراقبة الأسعار المرتفعة في الأسواق، وتكثيف المراقبة على المضاربين والمحتكرين.

كما تشدد الساكنة على أهمية ضمان انتخابات نزيهة، ومحاسبة المجالس السابقة على سوء تدبيرها، مؤكدين أن استرجاع الثقة في الإدارة رهينٌ بإحقاق العدالة والمساءلة.

 هل يُعيد العامل الجديد الثقة والأمل؟
يعكس هذا الكمّ من المطالب والتطلعات عمق الأزمة التنموية التي يعاني منها إقليم اشتوكة آيت باها، ويضع على عاتق العامل الجديد مسؤولية جسيمة لإعادة الأمل إلى نفوس المواطنين. فهل سيتمكن محمد سالم الصبتي من تكسير “جدار الصمت والجمود”، وإطلاق مسار جديد من التنمية الحقيقية؟ أم أن حلم التغيير سيظل معلقًا بانتظار إشراقة جديدة؟

 

A.Bout

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى