جمعية إيزوران: صوت المجتمع في مواجهة الإهمال وتخاذل المنتخبين

في منطقة قصبة الطاهر والمزار بمدينة أيت ملول، تبرز جمعية إيزوران كنموذج حي للعمل المدني الفعال، متجاوزةً بذلك تقاعس المنتخبين المحليين وعجزهم عن تلبية احتياجات السكان. لقد اضطرت الجمعية، بعد أن وجدت أبواب التواصل مغلقة مع الجماعة الترابية لأيت ملول، إلى اللجوء إلى السلطة الإقليمية، التي أبدت تجاوبًا ملحوظًا مع مطالبها.

وبناءً على توجيهات السلطة الإقليمية، بدأت الجماعة الترابية لأيت ملول أعمال إصلاح الإنارة العمومية، وبالوعات الصرف الصحي، والأرصفة في المنطقة. ومع ذلك، تشير تقارير ومقاطع فيديو تم تداولها من قبل أعضاء الجمعية وروادها إلى ردائة الأشغال المنفذة، مما أثار اتهامات بأن الصفقة “مغشوشة” ولا ترقى إلى مستوى تطلعات جمعية إيزوران والمواطنين.

تُعاني مناطق المزار، قصبة الطاهر، وسيدي ميمون من تهميش ممنهج ومستمر، لا يقتصر على عهد المجلس الجماعي الحالي لأيت ملول، بل يعود إلى فترات سابقة. ورغم أن هذه المناطق تفرز مرشحين يمثلونها في المجالس المحلية، إلا أنهم سرعان ما يتخلون عن مسؤولياتهم بمجرد وصولهم إلى مناصبهم، تاركين السكان يواجهون مشاكلهم بأنفسهم.

في ظل هذا الواقع، حملت جمعية إيزوران على عاتقها مسؤولية البحث عن حلول لرفع هذا الحصار عن المنطقة. لم تكتفِ الجمعية بتقديم المقترحات وإجراء المعاينات، بل قامت بفتح باب التبرعات لبناء سور المقبرة وساحة المصلى، في مبادرات لاقت دعمًا كبيرًا من السلطة الإقليمية التي تأكدت من حسن نية الجمعية وبعدها عن أي انتماءات سياسية.

لقد أثبت عمل جمعية إيزوران أنها باتت بديلاً فعالاً لممثلي المنطقة الذين بدوا عاجزين وضعفاء في مواجهة الهيمنة السياسية. أسماء مثل حسن الساحلي وعبد الله بانزيد وآخرون من أعضاء الجمعية، يسطرون اليوم تاريخًا جديدًا بجهودهم وعملهم الدؤوب، بالتعاون مع السلطة الإقليمية، من أجل الأجيال القادمة. ففي حين مضى الأمس بما فيه من تقصير، نعيش اليوم واقعًا يصنعه هؤلاء الرجال، وغدًا سيروي التاريخ للأجيال القادمة قصة صمودهم وعطائهم.

 

حسن س

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى