بيوكرى بين غياب ممرات ذوي الاحتياجات الخاصة وخطر الكلاب الضالة

اشتوكة/محمد التباري

 

تُواجه مدينة بيوكرى، عاصمة إقليم اشتوكة آيت باها، تحديات حضرية حقيقية تُلقي بظلالها على الحياة اليومية للمواطنين، وتثير الكثير من التساؤلات حول نجاعة السياسات المحلية في الاستجابة لحاجيات الساكنة، خاصة ما يتعلق منها بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة والسلامة العامة.

أحد أبرز هذه الإشكالات يظهر جليًا في المركب التجاري اليومي، الذي يُعتبر مرفقًا حيويًا يقصده المواطنون لقضاء حاجياتهم الأساسية، لكنه يفتقر لأبسط مقومات الولوجيات التي تضمن كرامة واستقلالية الأشخاص ذوي الإعاقة. فغياب الممرات الخاصة بهذه الفئة يجعل من التنقل تحديًا يوميًا، حيث لا توجد منحدرات مناسبة على الأرصفة ولا مداخل تراعي متطلباتهم، مما يحول هذا الفضاء المفروض أن يكون مشتركًا إلى بيئة طاردة ومقصية.

ولا يتوقف الأمر عند المركب التجاري فقط، بل يمتد إلى بنيات المدينة الأساسية، كالشوارع المحيطة ومحيط المكتب الوطني للكهرباء، التي تعاني بدورها من نفس الإهمال في تهيئة الفضاء العام بشكل يضمن الإنصاف والمساواة في الولوج. وهو ما يستدعي تدخلاً عاجلاً من السلطات المحلية، وعلى رأسها باشا المدينة ورئيس المجلس الجماعي، من أجل اتخاذ إجراءات ملموسة لمعالجة هذا الخلل وضمان ولوج عادل وآمن لجميع المواطنين، دون استثناء.

وفي سياق متصل، تعاني المدينة كذلك من الانتشار المقلق للكلاب الضالة، التي أصبحت تشكل تهديدًا مباشراً على سلامة السكان، خاصة الأطفال والمسنين. فقد تم تسجيل العديد من الحالات التي تعرض فيها المواطنون لهجمات أو مطاردات من طرف هذه الكلاب، مما خلق شعورًا دائمًا بعدم الأمان لدى الساكنة، وفرض قيودًا غير معلنة على حركة الناس، خصوصًا في ساعات الصباح الباكر أو الليل.

هذا الواقع المؤلم يُحيلنا على سؤال أساسي: إلى متى سيظل المواطن في بيوكرى رهينة لواقع الإهمال واللامبالاة؟
وهل ستبادر الجهات المسؤولة إلى التحرك بجدية قبل أن تتفاقم هذه الأوضاع وتتحول إلى أزمات يصعب تطويقها؟

إن بناء مدينة مندمجة، عادلة وآمنة، لا يمكن أن يتحقق دون احترام الحقوق الأساسية للمواطن، وأولها الحق في الولوج إلى الفضاءات العامة بكرامة وأمان، والحق في العيش في بيئة تحترم شروط الصحة والسلامة.

الرهان على بيوكرى المستقبل لا يمر فقط عبر المشاريع الكبرى والبنيات التحتية الضخمة، بل يبدأ من الاهتمام اليومي بالتفاصيل الصغيرة التي تُشكل الفارق في حياة المواطن العادي.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى