شاحنة الأزبال بأيت ملول… عندما تتحول العضلات إلى محرك احتياطي

في مشهد لا يحدث إلا  في مدينة أيت ملول، أُجبر عمال النظافة  أمس السبت على التخلي عن مبدأ “تحريك عجلة التنمية”، ليتفرغوا حرفيًا لدفع عجلات شاحنة الأزبال المعطلة، التي يبدو أنها لم تعد تتحمل حتى روائح نفسها.

الشاحنة، التابعة لجماعة أيت ملول، قررت فجأة أن تعلن استقالتها التقنية في منتصف جولتها الصباحية، لتتوقف عن العمل وتركن بثقة في وسط الشارع، وكأنها تقول: “لقد طفح الكيل… حتى الآليات تحتاج عطلة!”.
لكن عمال النظافة، الذين يستحقون وسام الصبر والكرامة، لم يستسلموا. بل قاموا بدفعها بأجسادهم النحيلة وهم يبتسمون في وجه القدر الميكانيكي.

وفي ظل غياب الصيانة والميزانيات المخصصة للإصلاحات، يبدو أن الجماعة قد تُدرج قريبا ضمن طلبات التوظيف بند “خبرة في الدفع اليدوي للآليات الثقيلة” ضمن شروط الولوج لمهنة عامل النظافة. وربما يتم التفكير في تخصيص حصص رياضة يومية لتحسين اللياقة البدنية استعدادًا لأي عطل محتمل!

وفي انتظار أن تتحرك عجلة الإصلاح فعليًا، تواصل شاحنات الأزبال بأيت ملول رحلتها العجيبة بين الشوارع… مدفوعةً بالعرق والإرادة، بدل البنزين والزيوت.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى