بدأت ملامح أول مصنع عملاق “جيغافاكتوري” لبطاريات السيارات الكهربائية في أفريقيا تتضح على أرض الواقع، مع استعداد شركة “غوشن باور المغرب”، التابعة للمجموعة الصينية الأوروبية “Gotion High-Tech”، لانطلاق أشغال بناء المصنع في غضون أيام قليلة، وذلك بعد اكتمال الأعمال التمهيدية للمشروع الضخم.
وجاء هذا الإعلان على لسان المدير التنفيذي للشركة، خالد قلم، خلال مؤتمر صناعي عُقد في العاصمة الرباط، حيث أكد أن المرحلة الأولى من المشروع، التي تبلغ قيمتها 1.3 مليار دولار، ستنتهي مع بداية الإنتاج المرتقب في الربع الثالث من سنة 2026. وسيتم في هذه المرحلة إنتاج بطاريات الليثيوم أيون بسعة تصل إلى 20 جيغاواط ساعة.
ويمثل المشروع، الذي سيتخذ من محيط مدينة القنيطرة شمال البلاد مقرًا له، استثمارًا إجماليًا بقيمة 6.5 مليار دولار، وفق اتفاقية موقعة بين الشركة والحكومة المغربية في يونيو 2023. ويعد هذا المصنع أول جيغافاكتوري من نوعه في القارة، ما يعزز مكانة المغرب كقطب صناعي ناشئ في مجال الطاقة النظيفة والنقل المستدام.
وأوضح خالد قلم أن المصنع لن يقتصر على إنتاج البطاريات فقط، بل سيشمل كذلك تصنيع مكونات رئيسية مثل الكاثودات والأنودات، وهو ما يمنح المغرب قيمة مضافة على مستوى سلسلة الإنتاج، ويعزز من قدرته التنافسية في السوق الدولية.
وكشف المسؤول ذاته أن المرحلة الثانية من المشروع، التي جرى الاتفاق بشأنها مع السلطات المغربية، سترفع الطاقة الإنتاجية إلى 40 جيغاواط ساعة، مشيرًا إلى أن المشروع بدأ بالفعل في استقطاب اهتمام كبار مصنعي السيارات الأوروبيين، الذين تقدموا بطلبات أولية للتزود بالبطاريات والمكونات.
ويمثل موقع المغرب الإستراتيجي، القريب من الأسواق الأوروبية، وتوفره على بنية تحتية صناعية ومينائية متقدمة، إضافة إلى انخراطه في سياسة مناخية طموحة، عوامل رئيسية في جذب هذا النوع من الاستثمارات المتقدمة. كما يأتي المشروع في سياق توجّه المغرب نحو تعزيز استقلاله الطاقي، وتنويع اقتصاده عبر استثمارات خضراء وتكنولوجيات المستقبل.
ومع انطلاق أشغال بناء “الجيغافاكتوري” خلال الأيام المقبلة، يستعد المغرب لدخول نادي الدول المصنعة لتكنولوجيا البطاريات، ما من شأنه أن يُحدث تحولاً نوعياً في خارطة الصناعة النظيفة بالقارة السمراء، ويدعم طموحه في التحول إلى منصة دولية للسيارات الكهربائية.
