آيت ملول: من هو الرئيس الفعلي؟ سؤال يقض مضاجع الساكنة

يُطرح في أروقة مدينة آيت ملول وعلى ألسنة جل ساكنتها سؤال ملحّ ومحير: من هو الرئيس الفعلي لجماعة آيت ملول؟ هذا التساؤل لا ينبع من فراغ، بل هو صدى لواقع يومي يعيشه سكان المدينة، ويتجلى في عدة مؤشرات تثير الشكوك حول استقلالية القرار داخل المجلس الجماعي.

المتتبع للشأن السياسي المحلي في آيت ملول لا يسعه إلا أن يلاحظ نمطاً يتكرر في خرجات رئيس المجلس. ففي كثير من الأحيان، يبدو الرئيس وكأنه يردد ما يُملى عليه، وتأتي أجوبته على استفسارات المواطنين والصحافة باهتة وغير مقنعة، تفتقر إلى العمق والقدرة على تبديد المخاوف. هذا الأداء يترك انطباعاً لدى الكثيرين بأن هناك قوى خفية تحرك خيوط اللعبة من وراء الستار، وتوجه قرارات الرئيس وتصريحاته.

يزيد من حدة هذا التساؤل الوضع الكارثي الذي آلت إليه المدينة. فبروز العديد من الأخطاء الفادحة في تدبير الشأن المحلي، والتي تستدعي في نظر الكثيرين المساءلة والعزل، يقابل بصمت مطبق واستمرار الرئيس في منصبه. هذا التناقض الصارخ بين حجم المشاكل القائمة وعدم اتخاذ أي إجراءات تصحيحية يعزز الاعتقاد بوجود نفوذ قوي يحمي الرئيس ويحول دون محاسبته.

إن هذا الغموض الذي يلف مركز القرار في جماعة آيت ملول يخلق حالة من عدم الثقة لدى الساكنة. فبدلاً من أن يكون رئيس المجلس هو الممثل الشرعي لإرادتهم والمدافع عن مصالحهم، يتحول في نظر البعض إلى مجرد واجهة أو أداة في يد جهات أخرى غير معلومة. هذا الوضع يقوض مبادئ الشفافية والمساءلة التي تعتبر أساس أي ديمقراطية حقيقية.

إن سؤال “من هو الرئيس الفعلي لجماعة آيت ملول؟” ليس مجرد تساؤل عابر، بل هو صرخة استغاثة من ساكنة ترى مدينتها تتدهور أمام أعينها دون أن تجد آذاناً صاغية أو قيادة رشيدة قادرة على تحمل مسؤولياتها كاملة. إن استمرار هذا الوضع يهدد بتقويض الثقة في المؤسسات المنتخبة ويزيد من حالة الاحتقان الشعبي.

يبقى الأمل معلقاً على ضرورة إعمال مبادئ الشفافية والمساءلة بشكل حقيقي، وفتح تحقيق جاد في الأخطاء التي تشهدها المدينة، والكشف عن الجهات التي قد تكون لها يد في توجيه القرارات من وراء الكواليس. إن ساكنة آيت ملول تستحق قيادة قوية ومستقلة تعمل بجد وإخلاص من أجل مصلحة المدينة ورفاهية سكانها، قيادة لا تخشى قول الحق ولا تتردد في تحمل مسؤولياتها أمام ناخبيها. فوحده الوضوح والشفافية كفيلان بإعادة الثقة المفقودة والإجابة بشكل قاطع على السؤال الذي يقض مضاجع الجميع: من هو الرئيس الفعلي لآيت ملول؟

A.B

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى