فاجعة تهز آيت ملول: العثور على جثة في حي العرب يُثير الأسى والتساؤلات

في صبيحة يومٍ مُثقلٍ بالأسى، استيقظ حي العرب الهادئ بمدينة آيت ملول على وقع فاجعة هزت أركانه. فقد عُثر داخل أسوار منزل قديم مُتهالك على جثمان شخص مجهول، ليُخيم الحزن والصدمة على قلوب الساكنة.

كانت رائحة الموت الكريهة المنبعثة من بين جدران المنزل الشاهد الصامت على حياة بائسة، هي الشرارة التي أيقظت فضول الجيران. لم يتردد هؤلاء في إبلاغ السلطات المحلية، إحساسًا منهم بأن ثمة أمر جلل قد وقع في هذا المكان المُهمل الذي طالما أثار شفقتهم.

سرعان ما تحول محيط المنزل إلى خلية نحل، حيث حضرت عناصر السلطة المحلية ورجال الأمن، يتقدمهم قائد الملحقة الإدارية الأولى، مصحوبين بفريق من الشرطة العلمية. طوقت الأيدي الأمنية المكان، وبدأت رحلة البحث عن إجابات في زوايا بيتٍ فقد بريقه منذ زمن بعيد، بيتٍ يفتقر لأبسط مقومات الحياة، تمامًا كالحياة التي ربما عاشها صاحبه أو من فارقها بين جدرانه.

في صمت مطبق، باشرت فرق الشرطة العلمية عملها الدقيق، تجمع الآثار والأدلة، وتسعى جاهدة لكشف النقاب عن هوية هذا الشخص الذي انتهت حياته وحيدًا في مكان كهذا. بينما كانت الإجراءات تتخذ مسارها، كانت نظرات الجيران المُشفقة تتجول بين الجدران المتصدعة، تتساءل عن قصة هذا الغريب الذي آواه هذا الخراب، وعن الظروف القاسية التي قادته إلى هذا المصير.

بأمر من النيابة العامة، نُقل الجثمان إلى مستودع الأموات، حيث سيخضع للفحص الطبي الدقيق، علّه يكشف عن سبب الرحيل وتفاصيل الأيام الأخيرة في حياة هذا الإنسان.

أما في قلوب أهالي حي العرب، فقد ترك هذا الحادث جرحًا غائرًا. فبالرغم من أن المنزل كان مهجورًا، إلا أن فكرة أن تنتهي حياة إنسان وحيدًا بهذه الطريقة تركت في نفوسهم شعورًا بالحزن العميق والأسى. لقد أيقظ هذا المشهد المؤلم إحساسًا جماعيًا بالتعاطف، وتساؤلات مُلحة عن مصير المهمشين والمنسيين في زوايا المدينة.

تستمر التحقيقات لكشف ملابسات هذه الفاجعة، لكن الأثر الإنساني لهذا الاكتشاف سيبقى محفورًا في ذاكرة حي العرب، كتذكير مؤلم بضرورة الالتفات إلى أولئك الذين تقطعت بهم السبل، والبحث عن بصيص إنسانية حتى في أكثر الأماكن يأسًا.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى