شروط ترويسا بين الأمس واليوم

لاشك أن جل المتتبعين للمجال الفني الأمازيغي وتحديدا فن ترويسا قد أجمعوا على شروط أساسية تتداخل في بناء شخصية الرايس ومن ذلك :
*التلمذة على يد كبار هذا الفن من خلال الملازمة؛
*الأسفار في رحلات فنية تدوم لشهور يكتسب فيها الفنان المبتدئ أسرار المهنة وطرق التعامل مع الغير، مع تطوير معجمه اللغوي رغبة في كسب جماهير ومتتبعين من مختلف القبائل ؛
*الاشتغال (كأضراب) لأتفان آلة من الآلات مع ما يتبع ذلك من فن الرقص والكورال .. هذه الشروط اعطت نتائج متميزة في صناعة روايس جدد عبر عقود استطاعوا ان يثبتوا اسمهم في سماء هذا الفن بل تحولوا بعد ذلك الى معلمين لهم تلاميذ جدد ؛
*بالاضافة الى مدرسة الحلقة التي تبقى حلقة مهمة من ضمن الحلقات التكوينية لما لها من طقوس خاصة تمكن الفنان من سلاح مواجهة الجمهور والتعامل معه واستدراجة للعطاء المادي .
ولن أنسى انه في بداية سبعينيات القرن الماضي ظهرت مدارس تشتغل بنظام الفرق الخاصة ،إذ نجد لكل مشهور مجموعة من (إضرابن وتضربين) يشتغلون معه منهم من تمكن من أصول المهنة ومنهم من يبدأ أولى خطواته فتجده يقوم بأعمال اخرى كالسخرة، وحمل الالات ….
إذا استحصرنا هذه الشروط في الألفية الثالثة ، نتسأل هل هذه الشروط لاتزال حية في زمن الطفرة النوعية في وسائل التواصل والاتصال ، فبكل تأكيد سنجد أن الكثير من حولنا قد تغير وفي تغيره تأثير على حياتنا عموما، والفن تحديدا وترويسا خصوصا ،لذلك نتسأل هل الفنانون الآن بحاجة لى ركوب الحمير والتجوال بين القبائل لتعلم أصول المهنة ؟ هل لايزال يحتاج في زمن المعاهد الموسيقية ولو على نذرتها الى ملازمة فنان اخر ؟
الإجابات بلاشك ستأتي بالنفي فالفنان الجاد الان قد انفتح على التكنولوجيا لتطوير مهاراته وأدائه وخصوصا إذا علمنا أن طريق الوصول إلى الجمهور أسهل لوفرة استديوهات التسجيل والاعتماد على التمويل الذاتي …موضوع أطرحه لمزيد من النقاش وانتظر تعليقاتكم وآرائكم وافاداتكم لاغناء الموضوع .

 

بقلم: محمد آيت بن علي

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى