
اهتز حي قصبة الطاهر ببلوك 6 بمدينة أيت ملول يوم أمس على وقع حادث مؤلم، حيث أصيب طفل بجروح إثر سقوطه بالقرب من منزله. لم يكن هذا الحادث مجرد قضاء وقدر، بل كشف عن وجه آخر للإهمال المتراكم في المنطقة، حيث أرجعت شهادات عيان سبب السقوط المباشر إلى وجود أعمدة كهربائية مهترئة ملقاة على الأرض منذ سنوات طويلة، محولة بذلك محيط سكنهم إلى منطقة خطرة تهدد أرواحهم، وخاصة الأطفال.
هذا الحادث الأليم لم يسلط الضوء فقط على الخطر المحدق الذي تمثله هذه الأعمدة الصدئة التي لم يكلف المكتب الوطني للكهرباء عناء إزالتها طيلة هذه السنوات، بل فتح أيضًا ملفًا آخر لا يقل أهمية، وهو غياب الفضاءات الآمنة والمخصصة للعب الأطفال في المنطقة. ففي ظل افتقار الحي للحدائق والملاعب المهيئة، يضطر الأطفال إلى اللعب في محيط غير آمن، يصبح فيه حتى الرصيف القريب من أعمدة كهربائية متهالكة ساحة لعب محتملة، وهو ما يزيد من فرص تعرضهم للخطر.
إن مسؤولية ما حدث تتوزع بوضوح بين تقاعس المكتب الوطني للكهرباء عن القيام بواجبه في إزالة الأعمدة المهترئة التي تشكل خطرًا واضحًا على السلامة العامة، وبين مسؤولية جماعة ايت ملول في عدم توفير البنية التحتية الأساسية التي تضمن بيئة سليمة وآمنة للأطفال، وعلى رأسها فضاءات مخصصة للعب والتنمية. هذا التقصير المزدوج حول حياة السكان، وخاصة أطفالهم، إلى كابوس يومي.
عقب هذا الحادث المؤلم، تصاعدت أصوات سكان المنطقة مطالبة بتدخل عاجل وحاسم من جميع الجهات المعنية. فهم يطالبون أولاً وقبل كل شيء بالإزالة الفورية لهذه الأعمدة الكهربائية التي تحولت إلى مصدر تهديد حقيقي لحياتهم. وثانيًا، يطالبون رئيس الجماعة بالتحرك الجاد لتوفير فضاءات آمنة ومجهزة لأطفالهم، حتى لا يضطروا للعب في أماكن غير آمنة تعرض حياتهم للخطر.
إن سلامة أطفالنا هي مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية. وما حادثة الأمس إلا ناقوس خطر يدق بقوة، مؤكدًا على ضرورة التحرك الفوري لتصحيح هذا الوضع المأساوي قبل أن تزهق أرواح أخرى نتيجة الإهمال والتقصير. سكان حي قصبة الطاهر بأيت ملول ينتظرون إجراءات ملموسة تعيد إليهم الأمان والطمأنينة على فلذات أكبادهم.