
ترأس عامل العمالة السيد إسماعيل أبو الحقوق اجتماعاً حاسماً أمس الجمعة 9 ماي 2025، بمقر العمالة. وقد خُصص هذا الاجتماع للجنة الإقليمية المكلفة بتتبع مشاريع التأهيل الحضري لمدينة إنزكان في مرحلتها الأولى، وهي المشاريع المنبثقة عن اتفاقية شراكة استراتيجية بين مجلس جهة سوس ماسة والجماعة الترابية لإنزكان.
وقد شهد هذا اللقاء حضور كل من الكاتب العام للعمالة، ومدير المصالح بجهة سوس ماسة، ومدير الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع سوس ماسة، ورئيس مجلس عمالة إنزكان أيت ملول، ورئيس جماعة إنزكان، بالإضافة إلى ممثلة المديرية الجهوية لوزارة الثقافة، وعدد من رؤساء وممثلي المصالح الخارجية المعنية، فضلاً عن رؤساء المصالح الداخلية بالعمالة.
في كلمته الافتتاحية، سلط السيد العامل الضوء على الأهمية الكبرى لهذه المشاريع الهيكلية، مثمناً الجهود القيمة التي يبذلها جميع الأطراف المعنية لإنجاح هذا الورش التنموي الطموح. وأكد أن هذه المبادرة تتماشى بشكل وثيق مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الرامية إلى جعل فضاء أكادير الكبير عاصمة للوسط في المملكة المغربية. كما أشاد بمستوى التنسيق العالي والفعال بين مختلف الشركاء، مؤكداً أن هذه المشاريع ستلعب دوراً محورياً في الارتقاء بالبنية التحتية الحضرية لمدينة إنزكان.
وفي سياق الاجتماع، قدم مدير الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع عرضاً تقنياً شاملاً استعرض فيه كافة التفاصيل المتعلقة بالشطر الأول من البرنامج. ويتضمن هذا البرنامج أربعة محاور أساسية تهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في المشهد الحضري للمدينة:
تطوير المنطقة الجنوبية الشرقية لمدينة إنزكان: يُعد هذا المحور من الركائز الأساسية للبرنامج، حيث يُعلق عليه آمال كبيرة في إطلاق دينامية تنموية شاملة. ومن المشاريع الهامة المرتبطة به، مشروع كورنيش واد سوس الذي سينطلق بعد انتهاء أشغال قنطرة النخيل الجديدة، بالإضافة إلى المشروع النموذجي لمحطة المسافرين الجديدة. وستساهم هذه المشاريع في استعادة مناطق واسعة بوسط المدينة، مما سيوفر لسكان المدينة وزوارها فضاءات مريحة للتسوق والترفيه ومواقف سيارات ملائمة.
تحديث الإنارة العمومية للطريق المدارية إنزكان – أيت ملول (الجزء الخاص بإنزكان): تجري حالياً الأشغال في هذا المشروع الحيوي الذي من شأنه تخفيف الضغط على حركة السير وتحسين مؤشرات السلامة الطرقية بشكل ملحوظ.
إعادة تهيئة حضرية لعدد من شوارع المدينة: يهدف هذا المحور إلى تحسين جاذبية المدينة وتسهيل حركة التنقل داخلها.
تأهيل الأحياء ناقصة التجهيز في كل من حي تراست والجرف ووسط المدينة: يسعى هذا المحور إلى توفير بنيات تحتية أساسية وظروف عيش أفضل لساكنة هذه الأحياء.
وقد تم الاتفاق على أن تتولى الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع “AREP – سوس ماسة” مهمة الإشراف على إنجاز هذا المشروع الهام.
وخلال النقاش الذي أعقب العرض، أبدى جميع المتدخلين استعدادهم الكامل للانخراط الفعال في تنفيذ هذا الورش الطموح، مؤكدين أن هذه المشاريع تمثل انطلاقة جديدة نحو تثمين الفضاء الحضري لمدينة إنزكان.
وفي سياق متصل، تناول الاجتماع أيضاً مشروع إعادة تأهيل وترميم قصبة الگُسيمي التاريخية. وقد قدم المهندس المكلف بالمشروع عرضاً تقنياً مفصلاً، استعرض فيه الجوانب التقنية والمالية لمراحل المشروع المختلفة. ويتضمن هذا المشروع ثلاث مراحل رئيسية تهدف إلى إعادة إحياء هذا المعلم التاريخي الهام:
أشغال تدعيم وترميم السور والأبراج: تشمل هذه المرحلة أعمال الهدم الضرورية والترميم الدقيق للحفاظ على أصالة المعلم.
تهيئة فضاءات القصبة: تتضمن هذه المرحلة إنشاء رياض ومرافق ثقافية وفنية وسياحية متنوعة، بما في ذلك مركز للذاكرة ومعرض دائم للتغذية الأمازيغية وفنون الطبخ وقاعات للعرض، بالإضافة إلى ورشة للألبسة المغربية والحناء، وبيت للفن، ومركب حرفي للصناعات التقليدية الفنية والإنتاجية.
تهيئة الفضاءات الخارجية والمناطق الخضراء: تهدف هذه المرحلة إلى تحسين محيط القصبة وإضفاء لمسة جمالية على المكان.
وقد أشار المهندس إلى بعض التحديات التقنية والميدانية التي واجهت بداية تنفيذ المشروع، خاصة فيما يتعلق بصعوبات الولوج، وهشاشة بعض البنيات التحتية القديمة، بالإضافة إلى تعقيد عمليات الترميم التي تتطلب الالتزام بالمعايير التقنية الخاصة بالمواقع التاريخية.
في الختام، أكد السيد العامل على الضرورة الملحة للمواكبة اللصيقة والتنسيق المتواصل بين جميع الأطراف الفاعلة لتذليل العقبات وتسريع وتيرة الإنجاز، بما يضمن تنفيذ هذه المشاريع في الآجال المحددة ووفق المعايير المطلوبة.